في أعقاب الهجوم الذي شنّه مستوطنون على حي سكني في منطقة البيرة شمال رام الله، لا تزال عائلة نانسي كراكرة عاشقة في صدمة عميقة. نانسي، التي كانت قد سمعت أصوات إطلاق رصاص وانفجارات، أدركت بعد ذلك أن النيران قد بدأت بالفعل تلتهم المركبات المحيطة بمنزلها. حاولت إنقاذ طفلتها حديثة الولادة وابنتها الكبرى، واعتقدت أن المبنى بأكمله يحترق. هذه الحادثة تجسد أحداث العنف المتزايدة التي يعيشها السكان الفلسطينيون في مناطق تعتبرها السلطة الفلسطينية آمنة.

الهجوم الذي وقع في ساعة مبكرة من صباح الاثنين أسفر عن إشعال النيران في 18 مركبة فلسطينية، مما أحدث أضرارًا جسيمة في المرافق المحيطة. وصفت نانسي الحالة المرعبة التي عاشتها، في حين أن زوجها ثائر كان في حيرة من أمره عندما علم بالهجوم. هذا الاعتداء لم يكن حادثًا معزولاً، بل يأتي في سياق مستمر من الاعتداءات التي تتعرض لها قرى ومدن فلسطينية، ويعكس بوضوح تصعيد العنف الممارس ضد الفلسطينيين.

إيهاب الزبن، أحد سكان البناية، كان أول من اكتشف وجود المستوطنين وقصدهم البناية. وصف كيف تصرف بسرعة لإنقاذ أسرته ومحاولة إطفاء الحرائق التي نشبت، لكنه واجه صعوبة كبيرة في ذلك. هذه التجربة المروعة تركت أثرًا عميقًا في نفوس المتضررين، الذين أبدوا قلقهم من عدم وجود حماية حقيقية لهم تحت مظلة السلطة الفلسطينية. مشاعر الخوف والهلع كانت واضحة بين الأهالي الذين شعروا بأنهم تُركوا في مواجهة هذه التهديدات بمفردهم.

في استجابة للهجوم، طالب سكان الحي السلطات بحمايتهم وتوفير الأمن في المنطقة، وكذلك بإغلاق الطرق التي استخدمها المستوطنون للوصول إلى المنطقة. يتزايد الإحباط بين الفلسطينيين من شعورهم بعدم قدرتهم على الاعتماد على الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، مما أثار تساؤلات بشأن دورها وقدرتها على حماية المواطنين. انتقادات حادة وُجهت للسلطة الفلسطينية بسبب التقاعس في القيام بواجبها في ظل تنامي هذه الاعتداءات.

كما عبر الناشطون عن ضرورة محاسبة المسؤولين في السلطة، حيث دعا “المؤتمر الشعبي الفلسطيني” إلى تشكيل لجان حماية شعبية لحماية المواطنين وممتلكاتهم. هذه الدعوات تعكس الافتقار إلى ثقة الفلسطينيين في قدرتهم على معالجة مشاكلهم الأمنية عبر القنوات الرسمية. ردود الأفعال تعكس قلقًا متزايدًا وتأكيدًا على أن هذه الاعتداءات ليست حالة منفردة، بل جزء من سياسة أكثر شمولية لتهويد الأرض والطرد.

من جهتها، أدانت الرئاسة الفلسطينية هذا الهجوم، معتبرة أن هذه الاعتداءات تأتي في سياق حرب الإبادة التي تتعرض لها الشعب الفلسطيني. وأكدت قدرة الإسرائيليين على الاستمرار في مثل هذه الانتهاكات في ظل صمت المجتمع الدولي. التصريحات الرسمية تضمنت دعوات إلى الضغط على إسرائيل لوقف تجاوزاتها، ورغم ذلك، يبقى الوضع على الأرض يشير إلى تحديات كبيرة تواجه الفلسطينيين في محاولتهم للدفاع عن حقوقهم ومنازلهم.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version