تشهد الهند، تحت قيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزبه بهاراتيا جاناتا، صعودًا للتيارات القومية الهندوسية المتطرفة، والتي تُعرف بأيديولوجية “الهندوتفا”. هذه الحركة، التي بدأت في أوائل القرن العشرين، تروج لفكرة أن الهوية الوطنية للهند ترتكز على الهندوس، مما يؤدي إلى تهميش الأقليات الدينية مثل المسلمين والمسيحيين. وفي هذا السياق، أظهر استطلاع حديث أن 80% من المسلمين الهندوس الأميركيين قد واجهوا تمييزًا وإسلاموفوبيا من جانب مواطنين هندوس في الولايات المتحدة، مما يعكس التأثير السلبي لهذه الأيديولوجية على المجتمعات المهمشة.

تمثل الجالية الهندية في الولايات المتحدة ما يقرب من 4 ملايين شخص، وتشكل ثاني أكبر مجموعة من المهاجرين بعد المكسيكيين. وتتضمن هذه الجالية تنوعًا كبيرًا من خلفيات دينية وثقافية. ومع أن الكثير من أفراد الجالية حققوا نجاحًا في مجالات التعليم والعمل، فإنهم لا يزالون مهددين بمشاعر التمييز والاستقطاب بسبب القومية الهندوسية، التي تؤثر على شعورهم بالانتماء والهوية. الي ذلك، أظهرت نتائج استطلاع أجره المجلس الإسلامي الأميركي الهندي أن 80% من المشاركين شعروا بتدهور مستوى راحتهم في التجمعات الهندية الأمريكية بعد صعود حزب بهاراتيا جاناتا للحكم.

تأسس المجلس الإسلامي الأميركي الهندي في 2002 كمنظمة غير ربحية، ويدعو إلى حماية الحقوق المدنية والتعددية في الولايات المتحدة، ويعمل على تعزيز الفهم بين الأديان. وقد عبّرت منظمات مثل مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) عن قلقها ووحدت أصواتها لدعم المسلمين الأميركيين من أصول هندية، محذرة من التأثيرات السلبية لثقافة الهندوتفا التي تؤثر في حياتهم اليومية. ينظر العديد من المراقبين إلى هذه الثقافة على أنها تؤثر سلبًا ليس فقط على المجتمعات في الهند، بل أيضًا في دول مثل الولايات المتحدة، حيث يشعر المسلمون بالتمييز.

أعرب المشاركون في استطلاع المجلس عن قلقهم المتزايد بشأن القومية الهندوسية في الولايات المتحدة، حيث اعتبرها 90% منهم تهديدًا للمسلمين، و86% يرونها تهديدًا للديمقراطية. وهذه المخاوف تشمل ما وصفه البعض بتغلغل المتطرفين الهندوس في الحكومة الأميركية وظهور تأثيراتهم في الجامعات ومراكز مقرات القرار السياسي، مما يثير شبح توسيع نطاق هذه القومية المتطرفة وقدرتها على التأثير على السياسة الأميركية.

قد يشكل الانقسام داخل الجالية الهندية الأميركية تحديًا كبيرًا للحزب الديمقراطي، الذي اعتمد طويلًا على دعم الناخبين الهنود. ومع تزايد انفتاح الحزب الجمهوري وتنامي وجود مرشحين هنديين، يبدو أن هذا الانقسام قد يؤدي إلى تغييرات محتملة في التحالفات الانتخابية. في الوقت نفسه، يعبر بعض المشاركين في استطلاع المملكة عن قلقهم من أن الهندوتفا تُشبه بعض الأيديولوجيات المتطرفة مثل الصهيونية أو النازية، مما يعكس حجم التوتر والانقسام.

في النهاية، تشير هذه التطورات إلى ضرورة تعزيز التضامن بين المجتمعات المختلفة في الولايات المتحدة، وخاصة في ظل التهديدات الواضحة للديمقراطية والتعددية. تغدو الحاجة ملحة لتبني سياسات منصفة تعبر عن كافة الفئات، بما فيها الأقليات، لخلق بيئة تعزز التسامح والتفاهم المتبادل بين الأديان والثقافات المختلفة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.