كشفت الحكومة الأميركية في تقرير حديث عن تفاصيل مذهلة حول نشاط عصابات المخدرات المكسيكية في كينيا.

أبرز ما ورد في هذا التقرير هو الكشف عن وجود مختبر ضخم لإنتاج مخدر “الميثامفيتامين” يديره الكارتل المكسيكي الشهير (خاليسكو الجديد) “CJNG”.

وقد سلطت هذه الاكتشافات الضوء على دور كينيا كحلقة وصل إستراتيجية في شبكة تهريب المخدرات العالمية.

ووفقًا للتقرير الصادر عن الحكومة الأميركية، فقد بدأ كارتل خاليسكو في استخدام كينيا كمركز لتصنيع الميثامفيتامين في وقت سابق من العام الماضي.

وعلى الرغم من أن العصابة المكسيكية كانت معروفة عالميا بارتباطها بالأنشطة الإجرامية في أميركا الشمالية، فإن التحليل الأخير يوضح مدى توغل هذه العصابات في المناطق الأفريقية.

قوات الأمن الكينية اكتشفت المصنع وبداخله مئات الكيلوغرامات من مخدر الميثامفيتامين (أسوشيتد برس)

مختبرات بقلب أفريقيا

فقد نُفذت حملات دهم للمختبرات في شمال كينيا حيث عثر على مئات الكيلوغرامات من المخدرات المصنعة، مما أثار صدمة في المجتمع الأمني المحلي والدولي.

وتكشف التقارير أن المختبرات التي كانت تديرها العصابة المكسيكية مجهزة بأحدث المعدات لتصنيع الميثامفيتامين، وأن الكارتل كان ينقل المخدرات عبر شبكات إجرامية إلى أسواق أخرى، منها الولايات المتحدة الأميركية.

كما تم تحديد أن هذه الأنشطة لم تقتصر على كينيا فحسب، بل كانت جزءًا من خطة إستراتيجية لتوسيع نطاق الإنتاج في قارة أفريقيا التي تعد سوقًا واعدة في تجارة المخدرات الدولية.

وفي ضوء هذه المعلومات المدهشة، أصدرت مديرية التحقيقات الجنائية في كينيا بيانًا أكدت فيه أنها بدأت تحقيقات شاملة لملاحقة أفراد العصابة المكسيكية الذين كانوا يقفون وراء هذه الأنشطة الإجرامية، كما أشارت إلى أنها تتعاون بشكل وثيق مع الوكالات الأمنية الدولية لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود.

وأضافت المديرية أنها قامت بدهم مواقع متعددة في شمال كينيا حيث عثر على مختبرات تستخدم لتصنيع الميثامفيتامين، بالإضافة إلى كمية ضخمة من المواد الكيميائية اللازمة لإنتاج المخدرات.

وتؤكد الأجهزة الأمنية أن عمليات ضبط هذه المواد والمعدات ستكون خطوة كبيرة في حرب كينيا على المخدرات.

تهديدات المخدرات الدولية

وتعدّ كينيا، التي كانت حتى وقت قريب دولة ذات استقرار نسبي في مجال مكافحة المخدرات، الآن في مرمى الأنشطة الإجرامية العالمية، فقد أدى اكتشاف مختبرات تصنيع المخدرات إلى تحفيز الحكومة الكينية على اتخاذ تدابير جديدة لتعزيز الأمن ومكافحة الجريمة المنظمة.

ومن بين هذه الإجراءات تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى في مجال مكافحة المخدرات، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على الموانئ والمطارات لمراقبة عمليات تهريب المخدرات.

وفي هذا الصدد، قال العديد من الخبراء الأمنيين إن “كينيا يجب أن ترفع من مستوى استعدادها لمواجهة تهديدات المخدرات الدولية، خاصة في ضوء تورط العصابات المكسيكية والتهديدات الأخرى التي قد تنشأ نتيجة لهذه الأنشطة”.

وتؤكد السلطات الكينية أن مكافحة المخدرات تتطلب جهدًا منسقًا بين الدول، نظرًا لامتداد شبكات تهريب المخدرات عبر القارات.

وفي هذا السياق، شددت الحكومة الكينية على أهمية التعاون بين الدول المختلفة، خاصة في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتعزيز القدرات الأمنية الوطنية.

ومع تصاعد التحديات الأمنية التي تواجهها، من المتوقع أن تزداد الضغوط على الحكومة الكينية لمواجهة هذا التهديد الأمني المتنامي، ويجب أن تظل الجهود مستمرة لتعقب العصابات المرتبطة بتجارة المخدرات، سواء على مستوى المنطقة أو في السياق الدولي.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version