حسينية جماران، الموجودة شمال العاصمة الإيرانية طهران، تمثل مركزا هاما لكبار التيار الإصلاحي في إيران. تعود أهميتها إلى ارتباطها بمؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله الخميني، حيث كانت مكانًا لأهم محاضراته بعد انتصار الثورة عام 1979. واليوم، أصبحت معقلا للإصلاحيين وتستضيف اجتماعات هامة لقادتهم، كما أصبحت وجهة رئيسية في الانتخابات الرئاسية.
تعزو بعض الأصوات الإيرانية نجاح حسينية جماران لتحول عائلة الإمام الخميني إلى داعمين للإصلاحيين ومنتقدين للدولة العميقة المحافظة في إيران. في حين يؤكد حسن الخميني، حفيد الإمام الخميني، أن الحسينية مفتوحة للجميع وليست مقصورة على الإصلاحيين فقط. وفي الانتخابات الأخيرة، كان زعيم التيار الإصلاحي والرئيس الأسبق محمد خاتمي بين الحاضرين البارزين.
في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، شهدت حسينية جماران إجراءات أمنية استثنائية، حيث تم فحص كل من دخل المكان بدقة وتحديد بعض الأغراض التي قد تشير إلى الدعاية. وشهدت الحسينية حضورًا كبيرًا من قبل الإصلاحيين، بما في ذلك زعيم التيار محمد خاتمي الذي قام بالتصويت.
نقل حسن الخميني وابنه أحمد رسالة بضرورة المشاركة الواسعة في الانتخابات وحفاظ النظام الإسلامي وسلامته في البلاد. كما أشاروا إلى أهمية تلبية مطالب المقاطعين والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية والتفاهم في المرحلة القادمة.
الإصلاحيون ركزوا خلال الانتخابات على الفئة التي قررت مقاطعتها، وأكدوا على وجود برنامج منظم للتعامل مع هذه الفئة التي شكلت الأغلبية. وارتبط نجاح مرشح الإصلاحيين بزشكيان بدعم الشعب الواسع وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ورأى السياسي الإصلاحي محمد رضا عارف أن البلاد انقسمت إلى ثلاث فئات: إصلاحيين ومحافظين مشاركين في الانتخابات، وأغلبية مقاطعة.
الاقتراحات الإصلاحية تركز على ضرورة التفاهم مع المقاطعين وتلبية مطالبهم، وعلى الرئيس القادم أن يحاور جميع الفئات ويسعى لتحقيق الوحدة الوطنية والاستقرار في البلاد. وتعتبر الاحتجاجات والتحركات الاجتماعية داخل إيران، مثل قضية مهسا أميني، من الأسباب الرئيسية للمقاطعة، فضلا عن الخلافات والاستمرارية التي تعاني منها البلاد منذ سنوات.