حذر كاتب تركي من المخاطر التي قد تنجم عن هجوم متوقع من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إيران، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم يمكن أن يؤدي إلى إبادة بشرية غير مسبوقة في القرن الحادي والعشرين، يذهب ضحيتها ما يقارب المليون ونصف شخص في طهران، بالإضافة إلى مئات الملايين في أنحاء الشرق الأوسط نتيجة الإشعاعات النووية الناتجة عن الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية. وفقًا للكاتب حقي أوجال في مقال بصحيفة “ديلي صباح”، يرى أن قرار نتنياهو بتنفيذ هذا الهجوم مرتبط بالضغوطات السياسية الداخلية من حلفائه في الحكومة الإسرائيلية، الذين يسعون للحد من مشاكله القانونية عبر تحويل الانتباه إلى حرب خارجية.
واستعرض الكاتب أيضًا الوضع القانوني لنتنياهو، حيث تعرضت محاكمته للتأجيل بعد الهجمات التي شهدتها المنطقة، مما جعل نتنياهو أمام حاجة ملحة لإطالة أمد النزاع الحالي. ويرى أوجال أن هذه الظروف توفر له فرصة سانحة للتحرك ضد إيران وتوسيع رقعة الصراع لتشمل مجموعة من الدول التي تشكل ما يعرف بـ “الهلال الشيعي”. وفي ظل هذا التصعيد المحتمل، يتلقى نتنياهو الدعم من شركائه في الحكومة، الذين يسعون إلى توسيع مشروعات الاستيطان في الأراضي المحتلة وفرض سياسات متشددة تتعلق بالسلاح.
كما أشار الكاتب إلى التهديدات التي يواجهها نتنياهو، موضحًا أن هذه التهديدات لا تقتصر على حلفائه في الحكومة فقط، بل تشمل أيضًا الضغوط الدولية من دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. ويعبر الكاتب عن قلقه من أن هذه الضغوط قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية تشمل غزة، مما يضع نتنياهو في موقف صعب بين الالتزام بالمطالب الأجنبية والبقاء على قيد الحياة سياسيًا من خلال التصعيد العسكري.
وبخصوص الهجوم المحتمل على إيران، يضع أوجال سيناريوهات قاتمة حول العواقب التي قد تنجم عنه. ويشير إلى أن أي تدمير شامل في إيران سيؤدي إلى حالات إنسانية كارثية، وأنه يثير التساؤلات حول عواقب ذلك على جميع المسلمين في المنطقة. من وجهة نظره، فإن مثل هذا التطور قد يقلب مشاعر الكثيرين ضد الغرب ويضعف فرص التعاون المستقبلي.
كما ينبه الكاتب إلى أن استخدام أسلحة نووية قد يمتد تأثيره إلى أبعد من حدود إيران، مشيرًا إلى أن ذلك سيقوض جهود بناء الثقة بين الشرق والغرب، وسيكون له آثار سلبية على العلاقات الدولية في المستقبل القريب. ويؤكد أن أي تصرف متهور من نتنياهو سيعود بالضرر ليس فقط على المنطقة، وإنما على العلاقات الدولية كافة.
في الختام، يعبر أوجال عن أمله في أن تبذل الولايات المتحدة جهودًا فعالة للسيطرة على تصرفات نتنياهو، ويعبر عن اعتقاده بأن الكارثة الإنسانية التي قد تنتج عن هجوم مماثل ينبغي أن تكون رادعًا لكافة الأطراف. ويرى أن الضغوط الواقعة على إسرائيل تتطلب حلاً سلميًا يؤدي إلى استقرار المنطقة بدلاً من التصعيد العسكري، ويدعو المجتمع الدولي إلى التحرك قبل فوات الأوان.