في مقاله الذي نُشر في صحيفة “معاريف”، يُبرز الكاتب الإسرائيلي إيال روزوفسكي كيف أن استمرار الحرب الحالية التي تخوضها إسرائيل يتماشى مع المصالح الشخصية والسياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. يعتقد روزوفسكي، وهو محامٍ بارز ومستشار سابق في وزارة العدل الإسرائيلية، أن الحرب تعد وسيلة لنتنياهو لتأجيل محاكمته المقررة في ديسمبر/كانون الأول القادم. فبدلاً من أن يسعى فعليًا لحل النزاع أو استعادة الأسرى الإسرائيليين، يبدو أن نتنياهو يعتمد على إطالة أمد الحرب ليتجنب تبعاتها السياسية والقانونية، مما يطرح تساؤلات حول استغلال الصراعات العسكرية لتحقيق مكاسب شخصية.

يُثير الكاتب مخاوف بشأن تأثير هذا المسار على الأمن القومي والمصلحة العامة، حيث يتداخل الدافع الشخصي لنتنياهو مع القرارات العسكرية، مما ينذر بخطرٍ كبير على مستقبل البلاد. إن المصلحة العليا للدولة والمواطنين تتعرض للخطر نتيجة لنزاع قد يُستغل لتحقيق أهداف سياسية، مما يؤجج القلق بشأن عواقب هذه التوجهات. يشير روزوفسكي إلى أن قرار نتنياهو بالاستمرار في الصراع يعكس تحولًا في طبيعة القيادة الإسرائيلية، حيث تتراجع المبادئ الوطنية أمام المصلحة الشخصية.

كما يُعبر الكاتب عن قلقه من أن الجهود السياسية لاستعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس تبدو غير مرجحة في المستقبل القريب، فالوضع الذي نتج عن الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، رغم استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، يوضح أن هناك تعقيدات متزايدة. فقد أدت الحرب إلى مقتل العديد من الجنود وتشرُّد مئات الآلاف من الأسر، مما يثير علامات استفهام حول قدرة الحكومة الإسرائيلية على التعاطي مع أزماتها الخاصة.

ومن جهة أخرى، يعتبر الكاتب أنه ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، فلن يكون هناك أمل حقيقي في استعادة الأسرى. ولكن هنا، يتضارب هذا الهدف مع أهداف نتنياهو الشخصية، حيث إن تحقيق سلام ينطوي على ضرورة مواجهة محكمة، وهو ما يسعى لتفاديه عن طريق إطالة أمد الصراع. هذه الديناميكية تعكس تزايدًا في المخاطر أمام إسرائيل، حيث يدفع بجيل من الجيش إلى مواجهة مشكلات تتفاقم بلا نهاية.

من جهة أخرى، يُشير روزوفسكي إلى الآثار المخيفة التي تُعاني منها المجتمع الإسرائيلي نتيجة استمرار الحرب. فمع كل يوم من القتال، تتزايد أعداد القتلى من الجنود والمدنيين، ويستمر الخطف الجماعي لأسرى حماس، مما يعكس حجم الازمة الإنسانية التي تعصف بالمنطقة. وهنا، يعاني الجنود من الضغط النفسي والعائلات من فقدان الأمل في إعادة أحبائهم، مما ينذر بعواقب اجتماعية خطيرة.

وفي الختام، يُذكر الكاتب بأن استمرار الحرب لا يساهم فقط في تدهور الأوضاع الإنسانية، بل يدفع أيضًا إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وتدهور صورة إسرائيل على الصعيد الدولي. فالأزمات العسكرية والسياسية تُلقى بظلالها على رئيس الحكومة، مما يُعزز من ضرورة إعادة التفكير في السياسة الأمنية، وكيفية النهوض بمصالح المواطنين عوضًا عن المصالح الشخصية، وبالتالي ضرورة توجيه الجهود لإنهاء الصراع وتحقيق السلام.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version