في مقال للمؤلف الإسرائيلي شموئيل أورنيتز، نُشر في مجلة “زو هديرخ”، يتناول الكاتب الواقع المتغير في غزة بعد عام من الاحتلال. يؤكد أورنيتز أن الحكومة الإسرائيلية بدأت باتخاذ خطوات عملية لتغيير تركيبة القطاع مستقبلًا، ولا توجد نية لديها للتراجع عن هذه السياسات. ويظهر أن التحولات العسكرية التي تجري على الأرض ترجمة لخطط استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل الواقع الديمغرافي والسياسي في المنطقة، حيث تخشى الحكومة من أن الإجراءات المتخذة لن تكون قابلة للتراجع.

تشمل الإجراءات العسكرية تقليص نطاق القطاع إلى منطقة أمان تمتد لعمق كيلومتر واحد على الحدود الشرقية، مما يؤدي إلى جرف مساحات زراعية واسعة. وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، تضررت نحو 68% من الأراضي الزراعية، مما يزيد تعقيد الظروف الإنسانية المتدهورة في غزة، التي تعمها أزمات حادة في الموارد الغذائية. يقترح أورنيتز أن هذه السياسات تُنَفَّذ لايراميها الاقتصادي والسياسي، مما يضفي طابعًا عسكريًا على الحياة اليومية للسكان.

يبرز المقال أيضًا خطوات جدية لإعادة استيطان غزة، حيث تم تنظيم مؤتمر في القدس يتناول هذا الموضوع، وقد عُقد بحضور مجموعة من الوزراء وكبار المسؤولين. دعا المشاركون إلى دعم خطة تركز على العودة إلى المستوطنات كجزء من رؤية الحكومة الإسرائيلية. وهذا يعكس اتجاهًا واضحًا نحو تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأرض، مما يثير مخاوف السكان المحليين من توسيع الاستيطان وتدمير أي أمل في إقامة دولة فلسطينية.

يرسم الكاتب صورة مقلقة عن التدمير الممنهج للبنى التحتية في غزة، حيث تشمل الضغوط العسكرية تدمير المدارس والمنازل والمصانع. ويشير إلى أن تحليل البيانات يُظهر تأثر نحو 87% من المدارس و63% من المباني. يعتبر أورنيتز أن الحكومة تتبنى نهجًا يشمل القتل والحصار والتهجير، مما أدى إلى خسائر بشرية هائلة وتهجير واسع للسكان، إذ يتجاوز عدد النازحين في غزة 1.9 مليون.

تحت عنوان “خصخصة الاحتلال”، يتوقع أورنيتز أن تتجه الحكومة الإسرائيلية نحو جعل الاحتلال مسؤولية فردية، مستعينة بشركات خاصة لضمان توصيل المساعدات الإنسانية. إذ تُعهد هذه المهمة لشركة أمريكية لتكون هي المشرف على توزيع المساعدات، بينما تتخذ خطوات لتفكيك الحياة الاجتماعبة الفلسطينية. وفي هذا السياق، يُعتبر الاستخفاف بالانتقادات الإنسانية والتقييمات الدولية سمة بارزة للسياسات الإسرائيلية.

ينتهي أورنيتز بالإشارة إلى تدخلات شخصية قاسية تُهدد الفلسطينيين في غزة، متحدثًا عن الجهود لبناء “فقاعات إنسانية” لحماية بعض السكان المتبقين. على الرغم من الادعاءات حول حماية المدنيين، تعتبر هذه السياسات شكلًا من أشكال التطهير العرقي. وفي المستقبل، يؤكد كاهانا، رئيس الشركة، أنه سيستمر في مراقبة الوضع، مما يعكس نية الحكومة في تعزيز السيطرة العسكرية والسياسية على غزة واستبعاد أي تواصل فعّال مع الفلسطينيين.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version