يجادل كاتب العمود بصحيفة بلومبيرغ الأميركية ماكس هاستينغز بأن حلم الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة آخذ في التلاشي، مع استمرار إسرائيل في تدمير غزة وتوسيع مستوطناتها في الضفة الغربية.

يبدأ المقال بحادثة انتشرت على الإنترنت تُظهر اعتقال طالبة تركية في الولايات المتحدة بسبب تعبيرها عن دعمها للفلسطينيين، وهو ما اعتبرته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعما لـ”الإرهاب”.

يرى هاستينغز أن المناخ السياسي في أميركا بات معاديا لأي تعاطف مع القضية الفلسطينية، وحكي عن حضوره فعالية خيرية في لندن لجمع التبرعات لغزة، ويصف شعور الحاضرين بأنهم جزء من قضايا نبيلة لكنها مهمشة.

الدعم للفلسطينيين لا يُترجم سياسيا

ويقول إنه ورغم تزايد التعاطف مع الفلسطينيين داخل أميركا، حيث تُظهر استطلاعات “غالوب” انخفاض الدعم لإسرائيل إلى 40% وارتفاع التأييد للفلسطينيين إلى 33%، إلا أن هذا لا يُترجم إلى دعم فعلي مؤثر على الساحة الدولية.

ويضيف هاستينغز أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  يبرر ممارسات حكومته الفظيعة في غزة كرد على “إرهاب” حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ويقول إن هذا الرد ليس متناسبا أبدا، إذ تشير الأرقام إلى مقتل أكثر من 40 فلسطينيا مقابل كل إسرائيلي قُتل في هجوم أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويشير هاستينغز أيضا إلى جذور الدولة الإسرائيلية في الحركات الصهيونية المسلحة، مثل “الإرغون” و”عصابة شتيرن”، التي نفذت تفجيرات وقتلت بريطانيين خلال فترة الانتداب. ويذكّر بأن رئيسين سابقين لإسرائيل –مناحيم بيغن وإسحق شامير– كانا من أعضاء هذه الجماعات التي كانت تُصنف حينها كـ”إرهابية”.

جرأة المستوطنين

وينتقد ازدواجية الخطاب الإسرائيلي الذي يدين “الإرهاب” بينما لا يمنح الفلسطينيين أي أفق سياسي. ومع صعود ترامب، ازدادت جرأة المستوطنين في الضفة الغربية، مذكرا بحادثة اعتداء مستوطنين على منزل المخرج الفلسطيني حمدان بلال، الفائز بجائزة أوسكار لعام 2025، والذي انتهى الأمر باعتقاله هو وليس المعتدين.

ويستحضر الكاتب تجربته في زيارة غزة والضفة قبل 20 عاما، حيث لمس حجم المعاناة رغم الخطاب المتطرف الذي سمعه هناك. لكنه يقر بأن الوضع مأساوي، ورغم التعاطف الدولي، فلا أحد يتدخل بجدية، حتى الدول العربية.

وفي خاتمة مقاله، يقارن هاستينغز الفلسطينيين بالسكّان الأصليين لأمريكا في القرن 19، أناس متمسكون بتراث ضائع. ويعتقد أن مشروع الدولة الفلسطينية بات مستحيلا، وأن إسرائيل تتجه نحو ضم كامل للضفة وغزة، دون منح الفلسطينيين أي حقوق سياسية حقيقية. ويرى أن مصير الفلسطينيين في العقود القادمة سيكون الشتات، تماما كما حدث لليهود عبر قرون، في مفارقة حزينة.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version