يشير الكاتب هاري زينر إلى أن تصرفات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية هي جرائم تتناسب مع حرب الإبادة الجماعية التي تشنها ضد غزة، ويعتبر أن تصور الإعلام والسياسيين الأميركيين لهذه الحرب على أنها عادلة وضرورية هو نوع من الضلوع في هذه الجرائم. يشير زينر إلى أن نتنياهو وحلفاؤه يحاولون تبرير تلك الجرائم باستخدام مفاهيم القيم اليهودية، مما يشكل صورة مشوهة للنزاع.
ويشير زينر إلى أن الولايات المتحدة تواجه تحديًا في التصديق على موقفها كقائدة للنظام الدولي، خاصة مع تجاوز إسرائيل للقانون الدولي وتجاوزها لسلطة الأمم المتحدة. يلاحظ الكاتب زينر أن الحروب التي شنتها الولايات المتحدة في العراق وفيتنام وليبيا كانت فقط أخطاء استراتيجية بينما تعتبر حرب غزة جزءًا من نفاق أميركا وتبرير لحرب الإبادة الجماعية التي تتبعها إسرائيل.
يشير زينر إلى أن تبرير إسرائيل لجرائمها كجزء من القيم اليهودية يحاول تحويل الانتباه عن حقيقة أن هذه الجرائم هي جرائم متعمدة ولا تعارض قيم إسرائيل الحقيقية. يطرح الكاتب تساؤلًا عن ما إذا كانت قيم إسرائيل تتضمن المحو العنيف للشعب الفلسطيني، ويشدد على أن التصوير الأميركي لهذه الحروب يعتبرها أخطاء مبررة ولا يرى فيها دانة للإمبراطورية الأميركية.
ويختم زينر مقاله بتحذير من الانسياق لتبريرات إسرائيلية وأميركية لحروبهم الظالمة، مشيرًا إلى أن الحماية التي تتلقاها إسرائيل من النقد تعتبر جزءًا من حماية نظام الإمبريالية الأميركية. يشدد الكاتب على ضرورة عدم الوقوع في فخ تبرير تلك الجرائم ودعم التحقيق والعدالة للشعب الفلسطيني.