في التحليل، يلاحظ الكاتب الأميركي ديفيد إغناشيوس أن الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران قد قاموا بعمل جيد بصمتهم بعد الضربات الإسرائيلية قرب مدينة أصفهان الإيرانية. يرى إغناشيوس أن الصمت هو الرسالة التي تظهر رغبة جميع الأطراف في منع التصعيد بالقول أو الفعل. وقد اعتبر إغناشيوس قرار إسرائيل لإعادة تشكيل استراتيجيتها لردع إيران يعد خطوة مدروسة. وتمثل ردع إسرائيل في الحيوية الهجومية وفرض الامتثال عن طريق الإكراه.
ومع ذلك، فإن رد الإسرائيلي كان مختلفًا هذه المرة، حيث استخدم الدفاع الجديد المبتكر ومساعدة الحلفاء لتلقي الضربة الإيرانية الكبيرة. ورغم الضغط الأمريكي، فإن إسرائيل لم ترد بسرعة وقوة كبيرة كما طالب البعض. وفي النهاية، كان الرد الإسرائيلي صامتًا وكان يستهدف موقعًا بالقرب من بعض أكبر المنشآت النووية الإيرانية.
وفي السياق نفسه، فقد نجحت إسرائيل في إرسال رسالة بأنها قادرة على اختراق الدفاعات الجوية الإيرانية وضرب أهداف استراتيجية عندما تختار ذلك. ويُشير وزير الخارجية الروسي إلى أن إيران لا ترغب في التصعيد، وهذا يعكس حفاظ إسرائيل على هيمنتها في التصعيد. ورغم الصراعات الداخلية في إسرائيل بين الصقور والمعتدلين، فإنها تظل تتصرف وكأنها زعيمة عالمية تحالفًا ضد إيران.
ويرى إغناشيوس أن هذا الشكل الجديد للشرق الأوسط يعكس تغييرًا هامًا في العلاقات بين إسرائيل وخصومها السابقين في المنطقة. وبعد استيعاب الهجوم الصاروخي الإيراني، يُنظر إلى إسرائيل الآن على أنها ضحية وأستاذ في الدفاع عالي التقنية. ويمكن أن يعزز هذا الموقف الرصيد الدولي لإسرائيل بعد ستة أشهر من القتال في غزة.
وختامًا، يرى الكاتب أنه من الضروري الآن التوصل إلى نهاية سريعة للحرب في غزة، وإعادة بناء العلاقات التطبيعية مع دول عربية. وفي حالات الصراعات المحتملة المستقبلية، فإن التحالفات الجديدة والقدرة على الرد بحكمة وبدون تصعيد يشكلان تحديًا هامًا لإسرائيل وللمنطقة بأسرها.