في مقالته بصحيفة نيويورك تايمز، قدّم الكاتب بريت ستيفنز مجموعة من النصائح للرئيس الأميركي الجديد، مشيرًا إلى أن هذه الإرشادات ستكون مفيدة سواء كان الرئيس دونالد ترامب أو كامالا هاريس. بدأ ستيفنز بتأكيد أهمية الاعتراف بالفضل للخصم، موضحًا أن الفائز في الانتخابات يجب أن يكون ممتناً لمنافسه بقدر ما هو مدين لنفسه، حيث أن كل منهما كان له تأثير كبير على نتائج الانتخابات. أشار إلى أن هاريس يجب أن تتشكر الظروف لعدم مواجهتها منافسين أصعب، في حين أن ترامب ينبغي أن يدرك أنه يجب عليه أن يشعر بالامتنان لهاريس لعدم تفرّده بمنافسة أقوى في الانتخابات.
نصح ستيفنز ترامب بضرورة عدم اعتبار فوزه تفويضًا لإحداث تغييرات شاملة، محذرًا من أن معظم الأميركيين لا يثقون به. وتحدث عن الرؤساء الذين اعتقدوا أن لديهم تفويضًا، مثل جو بايدن وجورج بوش، وكيف أنهم واجهوا ردود فعل سلبية رغم وعودهم وطموحاتهم السياسية. تلك الأمثلة، وفق ستيفنز، تؤكد على ضرورة تواضع الفائز والتركيز على ما يعكس رغبة الشعب الحقيقية.
كما قدم نصيحة لهاريس مفادها أن المتشككين يظنون أنها قد تكون غير مؤهلة عقليًا ومتعصبة ثقافيًا، مما يجعلها غير قادرة على مواجهة تحديات الحكم. لفت ستيفنز نظرها إلى ضرورة تعزيز قدراتها في الحفاظ على الأمن القومي، من خلال ميزانية دفاع قوية واختيار وزراء موثوقين. وفي الوقت نفسه، أشار إلى أهمية إجراء إصلاحات في العدالة الجنائية لتقليص المخاوف حول طبيعة الحكم.
استكمل ستيفنز نصائحه من خلال اقتراح إنشاء مكتب لإصلاح “الحس السليم” يعمل من البيت الأبيض، مع تحديد عدد الموظفين لحماية هذا المكتب من التعقيد البيروقراطي. وأوصى بتعيين شخصيات معروفة بخبرتها ومؤهلاتها في هذا المجال. ومن ناحية السياسة الخارجية، شجع الرئيس الجديد على التركيز على التصدي للتهديدات الواقعية بدلاً من تحقيق الأهداف الطموحة غير الواقعية، مثل السلام في الشرق الأوسط أو نزع السلاح النووي.
عوّل ستيفنز على أهمية تعزيز الأمن القومي بين الولايات المتحدة وبقية العالم، مشيرًا إلى التحديات التي تمثلها الصين وإيران وروسيا. عبر عن ضرورة التركيز على التحديات الأمنية والتهديدات الخارجية بدلاً من الانشغال بموضوعات قد تبدو أقل أولوية. ختامًا، أكد ستيفنز أن ما يريده الأميركيون من حكومتهم هو الكفاءة، وعدم البحث عن التحولات الاجتماعية المثيرة أو اللحظات السريعة التغيير، بل تحسين التجارب اليومية لكل مواطن.
بهذه النصائح، يسعى ستيفنز إلى تقديم رؤية واضحة للرئيس الجديد للأهمية الكبيرة للتركيز على القضايا الأساسية التي تهم الشعب الأميركي، مما يمكّن الإدارة الجديدة من بناء قاعدة قوية للعمل والتنفيذ، وتحقيق نتائج ملموسة تعكس احتياجات الشعب ورغباته.