قارنت الكاتبة الإسرائيلية كارميلا كوهين شلومي بين الوضع الحالي في إسرائيل تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وما كان عليه الوضع في عهد رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين. أشارت شلومي إلى أن الذكرى السنوية لاغتيال رابين مرت دون احتفال أو ضجة، متسائلة عن أسباب تجاهل هذه المناسبة من قبل الحكومة والمجتمع. وأوضحت أن الانتقال من رابين إلى نتنياهو يعكس تحولًا أخلاقيًا عميقًا، حيث كان رابين يرمز إلى الالتزام بالقيم والمسؤولية، بينما يشير نتنياهو إلى زعيم أناني يسعى للحفاظ على سلطته على حساب مصلحة الشعب.

تتحدث شلومي عن ظاهرة انتشار القادة المستبدين في العالم، حيث أصبحت الجماهير تميل لاختيار شخصيات تتمتع بكاريزما بدون أن تتمتع بالأخلاق السياسية. يعكس هذا الاتجاه في إسرائيل حيث تم إعادة انتخاب نتنياهو رغم انتقادات شديدة لسياساته. يُطلق على نتنياهو مصطلح “ملاك الخراب”، حيث يستغل نفوذه لتكريس الانقسامات داخل المجتمع. يؤدي هذا التصرف إلى تجاهل احتياجات الشعب الحقيقية، وخلق بيئة من التوتر وعدم الاستقرار.

في سياق الانقسامات الحادة التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي، ترى الكاتبة أن الأزمات السياسية والأمنية تتفاقم بفعل سياسات نتنياهو. فبينما تتزايد التوترات الأمنية في المنطقة، تعمل الحكومة على اتخاذ قرارات تعزز الانقسامات الداخلية، مثل إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت. هذا التوجه يعكس رغبة الحكومة في إرضاء الأحزاب المتشددة على حساب القيم المدنية الأساسية ومصالح المجتمع ككل، مما يزيد من حالة الاستياء الشعبي تجاه القيادة.

تصف شلومي تأثير استمرار نتنياهو في السلطة على الحالة النفسية للإسرائيليين، الذين يرون في حكومته رمزًا للفساد. تعمق سياساته الانقسام داخل المجتمع، ويتزايد الإحباط بين الناس نتيجة تجاهل الحكومة لمعاناتهم اليومية. في الوقت نفسه، لا تظهر احتجاجات المواطنين أي تأثير حقيقي على نتنياهو، الذي يبدو معزولًا عن مشاعر الغضب الشعبي. العائلات التي لديها أفراد أسرى أو جنود قتلى تشعر بأن حكومته تتعامل باستخفاف مع مصير أبنائهم، مما يزيد من حالة التوتر.

تشير الكاتبة إلى أن المعارضة لسياسات نتنياهو أصبحت ضعيفة ومحدودة. يعتمد الزعيم الإسرائيلي على شبكة من التحالفات والنخب السياسية وحتى وسائل الإعلام التي تروج لسياسته وتحميه من الانتقادات. هذا التحكم في المعلومات وفي وسائل الإعلام جعل من الصعب على المعارضة أن تتعمق أو تؤثر في الجمهور، مما يساهم في تعزيز السلطة المطلقة لنتنياهو وفي استمرار سياسة التهميش للمعارضين.

ختامًا، توضح شلومي أن الوضع الحالي في إسرائيل يعكس أزمة قيادية تتمثل في تراجع القيم المرتبطة بالعدالة والمساواة. إن حالة الانقسام والضعف في المؤسسات السياسية والاجتماعية تؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلًا من حلها. لذا، تدعو الكاتبة إلى إعادة التفكير في القيادة والسياسات من أجل تجاوز هذا الواقع المزري والعودة إلى قيم رابين التي تجسد المسؤولية والالتزام بالمصالح العامة للشعب الإسرائيلي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version