في 6 نوفمبر 2024، نشرت مراسلة الشؤون السياسية في صحيفة نيويورك تايمز، ليزا ليرر، مقالًا يتناول انتخاب دونالد ترامب لولاية ثانية رئيسًا للولايات المتحدة. وأشارت ليرر إلى أن فوز ترامب يعكس اختيار الشعب الأميركي رغم مواقفه الاستبدادية وسوابقه في الكذب والتضليل. واعتبرت الكاتبة أن هذه النتيجة تمثل “قهرًا للشعب، بإذن الشعب”، حيث أن أمريكا أصبحت في مواجهة توجه نحو حكم استبدادي لم يسبق له مثيل في تاريخها. وأكدت على أن ترامب كان صريحًا بشأن خططه، مما يعكس رغبة الناخبين بتمكينه.

ركزت ليرر على أن ترامب، على عكس فوزه المفاجئ في عام 2016، يأتي الآن مع تفويض موسع بعد أن أعاد تشكيل الحزب الجمهوري ليعكس رؤيته. وقد أظهرت نتائج الانتخابات أن حزبه سيطر على مجلس الشيوخ واستمر في السيطرة على مجلس النواب، مما أتاح له المطالبة بتفويض قوي. وأشار ترامب إلى أن هذا التفويض هو ناتج عن دعم الشعب الأميركي له، وأكد على استعداده للوفاء بالوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية.

ركزت الكاتبة أيضًا على تأثير وباء كوفيد-19، الذي زاد من الشكوك تجاه الحكومة في أعين الشعب الأميركي. فبعد التعامل مع الوباء، انخفضت الثقة بوسائل الإعلام والجهاز القضائي والنظام السياسي. ونتيجة لذلك، ارتفع عدد الناخبين الذين يؤمنون بكذبة ترامب حول انتخابات 2020، مما أدى إلى انقسامات أعمق بين الحزبين. وحسب استطلاعات الرأي، أصبح العديد من الأميركيين متشككين في قدرة الديمقراطية الأميركية على تمثيلهم بشكل صحيح.

على صعيد آخر، انتقدت ليرر استجابة الديمقراطيين لهذه الشكوك، مشيرةً إلى أنهم لم يقدموا إجابات واضحة للمخاوف التي عبر عنها الناخبون تجاه النظام. بدلاً من ذلك، ركزت حملة كامالا هاريس على الدفاع عن إدارة بايدن، دون إيضاح كيفية إصلاح ما يعتبره الكثيرون نظامًا مكسورًا. ورغم هذه الانتقادات، استمر ترامب في استخدام خطابه القوي، الذي تمثل في أسلوبه الفظ، ليجذب قاعدته الانتخابية.

كما ذكرت الكاتبة أن ترامب تمكن من اجتذاب الناخبين من الأقليات، على الرغم من استخدامه لأساليب مثيرة للجدل، حيث زعم أن المهاجرين مسؤولون عن سرقة وظائف الأميركيين وارتفاع الجرائم. وأشارت إلى أن هذه الحركات للرأي العام تعكس رغبة قديمة في التغيير، ولكنها تأتي مع تحديات جديدة تخيم على مستقبل البلاد.

في الختام، أكدت ليرر على أن الأميركيين ينتظرون التغيير، وأن النتائج الأخيرة تشير إلى أنهم سيحصلون على ذلك، ولكن السؤال الكبير يبقى حول طبيعة هذا التغيير وما إذا كان سيعود بالنفع على البلاد أم لا. يبدو أن المرحلة القادمة ستشهد تحولًا كبيرًا في النظام السياسي الأمريكي، مع عواقب بعيدة المدى على المشهد السياسي والاجتماعي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version