تتزايد معاناة النازحين الفلسطينيين في لبنان جراء تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية، وهو ما يتجلى في مواقف مثل موقف أبو ياسر الذي نزح من مخيم البص إلى مدرسة دير القاسي في صيدا. يشير أبو ياسر في حديثه إلى الجزيرة نت إلى أن الأونروا، التي كانت تتحمل مسؤولية دعمهم، تخلت عنهم بشكل مفاجئ، مما زاد من صعوبة توفير احتياجات أطفالهم. ومع تصاعد الضغوط على النازحين، بات أبو ياسر يشعر بالخوف من احتمال نقلهم إلى مركز سبلين، مؤكداً أنهم يرفضون ذلك لما قد يحمله من ظروف معيشية صعبة.
مع استمرار النزاع الإسرائيلي على لبنان، يواجه الفلسطينيون تداعيات الحرب التي أسفرت عن نزوح حوالي 75 ألف فلسطيني باتجاه الشمال، مع وجود حوالي 5 آلاف نازح مسجل في مراكز الأونروا. جاء إعلان المفوض العام للأونروا بإغلاق مركز الإيواء في مدرسة دير القاسي ليفاقم من معاناة النازحين ويثير تساؤلات حول الدوافع وراء هذا القرار المفاجئ، خاصة أن الأونروا أكدت أنه جاء نتيجة لعدم احترام المبادئ الإنسانية في المركز.
في هذا السياق، أعرب مدير الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين، علي هويدي، عن استغرابه من قرار الأونروا بإغلاق مركز دير القاسي. وأوضح الهويدي أن المراكز التي تم تحويلها لإيواء النازحين تحتاج إلى حماية ورعاية، مشيراً إلى أن تداعيات هذا القرار قد تكون ذات أبعاد إنسانية وسياسية. وقد ارتفع القلق بين الفلسطينيين بشأن مصيرهم، ومحاولات التهجير التي قد تواجههم في حال تم نقلهم إلى شمال نهر الأوّلي.
كما نبه هويدي إلى أن خطة الطوارئ التي أطلقتها الأونروا، والمقدرة بـ27 مليون دولار، لا تلبي احتياجات جميع النازحين، إذ تم تخصيص الأموال لشراء احتياجات 10 آلاف نازح فقط، ما يهمش باقي النازحين الذين يواجهون ظروفاً معيشية صعبة. يُذكر أن العديد من المخيمات الأخرى تعاني من شح الخدمات ما أدى إلى فارغ كبير في عدد السكان، مع بقاء 25 ألف فلسطيني فقط في منطقة صور، وتزايد الاحتياجات الإنسانية الأساسية.
إلى جانب ذلك، تُظهر تعليقات النازحين داخل مدرسة دير القاسي عدم رضاهم عن نقلهم إلى مراكز أخرى، حيث يشيرون إلى صعوبة الوضع في مراكز الإيواء المقترحة، مثل مراكز المخيمات الشمالية. وأكدوا أنهم يفضلون البقاء في الظروف الحالية رغم تراجع خدمات الأونروا، وذلك بسبب المخاوف من الظروف المعيشية السيئة في الأماكن الأخرى.
وفي ختام الحديث، يتضح أن هذه الأوضاع تكشف عن أزمة إنسانية عميقة تواجه النازحين الفلسطينيين في لبنان، حيث تحتاج هذه الفئة إلى دعم عاجل وفعال لمواجهة التحديات المتزايدة. في ظل غياب الحلول المستدامة، تبقى حياتهم في مهب الريح، ويواجهون مستقبلاً مجهولاً في ظل انعدام الرؤية لواقع أفضل.