قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، يسيطر الغموض على نتائج الانتخابات، حيث يتوقع مناصرو المرشحين، الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، الفوز بشدة. يعكس استطلاع للرأي أن 94% من ناخبي هاريس و89% من ناخبي ترامب واثقون من نجاح مرشحهم. كما تُبرز النتائج أن كلا المعسكرين يجد صعوبة في فهم قدرة أي شخص على التصويت للمرشح الآخر، مما يعكس استقطاباً شديداً في المجتمع الأمريكي. ومع اقتراب موعد الانتخابات، تجري هذه الديناميكيات في بيئة انتخابية يغير فيها العديد من الأمريكيين أنماط تصويتهم كل أربع سنوات، ما يزيد من نسبة عدم اليقين حول الفائز.

في حالة فوز هاريس، يتطلب الأمر تحقيق انتصارات في الولايات المعروفة باسم “الجدار الأزرق” وهي ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن. تحتاج هاريس إلى الفوز بهذه الولايات بالإضافة إلى دائرة انتخابية في نبراسكا والولايات الأخرى التي فاز بها جو بايدن في انتخابات 2020، لضمان تحقيق 270 صوتاً في المجمع الانتخابي، وهو الرقم المطلوب للفوز. ومع ذلك، تحذر استطلاعات الرأي من أن الفروق بين هاريس وترامب في هذه الولايات الحاسمة ضئيلة للغاية، حيث تتراوح الفجوات بينهما أقل من نقطة واحدة.

من جانب آخر، يسعى ترامب لتحقيق الفوز من خلال السيطرة على الولايات المتأرجحة في “حزام الشمس”، مثل أريزونا وجورجيا ونيفادا وكارولينا الشمالية. إذا تمكن ترامب من استعادة هذه الولايات وإضافة الولايات التي فاز بها في 2020، فقد يحقق 270 صوتاً في المجمع الانتخابي أيضاً. تجدر الإشارة إلى أن انخفاض مستويات التأييد لرئيس بايدن، التي وصلت دون 40%، قد تعزز حظوظ ترامب في الفوز. لكنها أيضاً تُشكل معضلة له، إذ أنه يعاني شخصياً من انخفاض شعبيته، حيث سيصبح في حال فوزه أحد أقل المرشحين شعبية الذين يصلون إلى الرئاسة.

تتداخل العديد من العوامل لخلق الغموض في السباق الانتخابي. أولاً، تكشف الاستطلاعات الوطنية عن تقارب كبير بين حظوظ المرشحين، حيث إن نتيجة الانتخابات قد تظل في حدود هامش الخطأ. ثانياً، تؤكد استطلاعات الولايات المتأرجحة أن السباق لا يزال مشتعلاً بسرعة شديدة، مما يضاعف إمكانية فوز كل مرشح بعدد من الولايات. ثالثاً، يمكن أن تؤثر الأحداث غير المتوقعة، مثل النزاعات الدولية والتحديات الاقتصادية، على إدراك الناخبين وقراراتهم. رابعاً، العوامل الصغيرة، سواء كانت تتعلق بالطقس أو قرارات قانونية، قد تكون حاسمة في تحديد نسبة الاقبال على الانتخابات.

مع اقتراب موعد الانتخابات، يبدو من غير المحتمل تصور قبول المرشح الخاسر للنتائج أو الاعتراف بشرعية الفائز، مما يتيح إمكانية إعادة تكرار الفوضى التي شهدتها الانتخابات السابقة. وفي الوقت الراهن، يقدم السباق الرئاسي تعبيراً قوياً عن العواطف والآمال والخوف لدى الناخبين، ما يجعل الانتخابات أكثر أهمية من أي وقت مضى. وفي ظل هذه القضايا السياسية والاجتماعية المعقدة، يبقى المستقبل الانتخابي غير مؤكد.

في ختام هذا التحليل، يجسد السباق بين هاريس وترامب مخاوف وآمال جزء كبير من الشعب الأميركي، الذين يتابعون بقلق كيف سيتغير المشهد السياسي في الولايات المتحدة. مع وجود شعور عام بالانقسام، تبقى فرصة حدوث مفاجآت في النتيجة احتمالية قائمة، مما يعكس عمق وتعقيد العملية الديمقراطية في الولايات المتحدة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version