تحيي الفلسطينيون في السابع عشر من أبريل من كل عام يوم الأسير، ويعتبرون هذا اليوم مناسبة وطنية لنصرة الأسرى وحريتهم. يعود تاريخ هذا اليوم إلى عام 1974 عندما اعتمده المجلس الوطني الفلسطيني كيوم للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين. أول أسير في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة كان محمود بكر حجازي الذي تم اعتقاله بعد مشاركته في عملية قرية بيت جبرين، وتم إطلاق سراحه في عام 1971 في صفقة “أسير مقابل أسير”.

تستخدم إسرائيل مصطلح “الأسرى الأمنيين” لوصف الفلسطينيين الذين تعتقلهم، كما تحدد لهم صفة الإرهاب بسبب أعمالهم العدائية ضد الاحتلال. من جانبهم، يرون الفلسطينيون أنفسهم مقاومين ضد الاحتلال الذي يسعى إلى تشريدهم وسلب كرامتهم. وقد ارتفع عدد حالات الاعتقال منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية في عام 1967، مع ارتفاع أعداد الأسرى خاصة بعد حرب غزة في عام 2023.

رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها في السجون الإسرائيلية، فإن الأسرى الفلسطينيين لم يستسلموا للاحتلال واستمروا في نضالهم وتعليم أنفسهم وتطوير مهاراتهم. وتخرج العديد منهم من السجون برتبة علماء ومثقفين وأدباء، ويواصلون نضالهم داخل المعتقل وبعد تحريرهم أيضًا.

يقبع في السجون الإسرائيلية حاليًا أكثر من 9400 أسير فلسطيني، وتتضاعف هذه الأعداد باستمرار. وتستخدم إسرائيل العديد من الوسائل القاسية لمعاقبة وتعذيب الأسرى، بما في ذلك القوانين المجحفة مثل قانون التغذية القسرية وقوانين الاعتقال الإداري، والتي يواجهها الآن أكثر من 3660 أسيرًا.

أثبتت التجارب أن الأسرى الفلسطينيين لا يرهبهم الاعتقال، وقد تم اعتقال العديد منهم مرات عديدة بسبب استمرارهم في نضالهم. يلجأ الأسرى للعديد من الوسائل لنيل حقوقهم وتحرير أنفسهم، بما في ذلك الإضرابات عن الطعام والمحاولات للهروب من السجون.

بالقوة فقط يمكن تحرير الأسرى، وهذا ما يجمع عليه ذوو الأسرى وفصائل المقاومة، حيث لم تنجح السياسة والمفاوضات في تحرير أي منهم. تكمن القوة في عمليات الأسر الإسرائيليين وتبادل الأسرى، وقد تم تحقيق ذلك في عدة صفقات تبادل منذ العام 1968 حتى 2011. ولا يزال الأسرى يعلقون آمالهم على الصفقات القادمة لنيل حريتهم.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version