في مهرجان خطابي وطني أقيم في مدينة الدار البيضاء، عبرت الشابة رشيدة عن انطباع إيجابي تجاه اهتمام السياسيين المغاربة بقضية فلسطين، وهي قضية غالبًا ما يتجنبها الكثيرون. المهرجان الذي نظمته حركة العدالة والتنمية، عرف مشاركة عدد من الوزراء السابقين وشخصيات سياسية بارزة، ومن بينهم عبد الإله بن كيران الأمين العام للحركة ورئيس الحكومة السابق. حضر المهرجان أيضًا ممثلون عن فصائل يسارية ومراكز حقوقية، حيث كانت اللافتة الرئيسية تحمل عبارة “في ذكرى طوفان الأقصى تستمر المقاومة حتى النصر”، دلالة على دعم المغرب لما يحدث في فلسطين.
المشاركون في المهرجان أطلقوا هتافات داعمة للمقاومة الفلسطينية وطالبوا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. وأشادوا بمعركة “طوفان الأقصى” التي أُعلِنت في السابع من أكتوبر 2023، مشددين على الحاجة إلى استمرار الدعم المغربي لفلسطين ولبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي خلف العديد من الضحايا والجرحى. حيث أكدت أمينة ماء العينين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أهمية هذا المهرجان كتعبير عن الحراك المغربي المتواصل وتجاه التحديات التي تواجهها فلسطين في الوقت الراهن.
في حديثه، دعا عبد الإله بن كيران الأحزاب السياسية للعمل بشكل جاد لإحياء قضية فلسطين، مؤكدًا أن العدالة والتنمية لا يقبل التطبيع مع إسرائيل وأنهم اعتذروا عن توقيع اتفاق التطبيع الذي تم في ديسمبر 2020. وأوضح أن المعركة التي تخوضها الفصائل الفلسطينية ليست جديدة، بل هي استمرار لصراع مستمر منذ سنوات طويلة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى ضرورة الوقوف إلى جانب الفلسطينيين في كفاحهم من أجل الحصول على حقوقهم.
ومن جهته، أشار الحقوقي محمد الخليفة إلى أهمية يوم السابع من أكتوبر كذكرى خالدة للإنسانية، معبرًا عن امتنانه للأثر الذي خلفته حركة “طوفان الأقصى”. ولفت إلى أن المقاومة الفلسطينية لا تزال مستمرة وأنها تجسد الأمل للكثيرين في العالم الإسلامي. كما أشار إلى أن الضحايا الفلسطينيين في الفترة الأخيرة يجب أن تكون دافعاً للمجتمع الدولي للاعتراف بمسؤولياته في دعم الشعب الفلسطيني.
عبد الواحد سهيل من حزب التقدم والاشتراكية أكد على الوحدة الوطنية التي تجمع الأطياف السياسية المغربية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وأوضح أن هذه الوحدة تعكس الحكمة المغربية في مصاراة أمور مصيرية مثل فلسطين. وأعرب عن أمله في أن تكون تجربة التضامن المغربية مع القضية الفلسطينية مثالا يُحتذى به في العالم العربي والإسلامي لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
عبد القادر العلمي دعا المغاربة للتوحد في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أهمية رمزية العصا التي حملها القائد الشهيد يحيى السنوار، مؤكدًا أن هذه العصا تمثل رمزًا للمقاومة ضد الطغيان. وأشار العلمي إلى أن العلاقات مع تل أبيب تثير استياء الكثير من المواطنين والمشاعر تدعو إلى إلغائها. وأعرب عن أمله في أن تعكس الحكومة المغربية إرادتهم في دعم الفلسطينيين وإنهاء التطبيع.