في الأسبوع الماضي، تعرضت إسبانيا لفيضانات مدمرة تعتبر الأكثر فتكا في أوروبا منذ نصف قرن، مما يبرز الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات مناخية جادة. وفقًا لما ذكرته صحيفة غارديان، فإن هذه الكارثة ما هي إلا دليل إضافي على تأثير أزمة المناخ الناجمة عن الأنشطة البشرية، والتي باتت أكثر شراسة. يشدد المقال على أن مؤتمر قمة الأرض 29 المقرر عقده في باكو هذا الشهر يجب أن يستفيد من هذه الأحداث كفرصة للحث على العمل الفوري لإنهاء استخدام الوقود الأحفوري، الذي يمتلك القدرة على تدمير الكوكب.
تتضمن ردود الفعل العالمية حيال الفيضانات مشاعر متباينة من التعاطف السطحي والفزع الداخلي، بينما تظل الكثير من الدول في حالة من الاستسلام تجاه مشاهد الكوارث المناخية. يركز الكاتب على الخطر الذي يمكن أن ينجم عن تطبيع هذه الكوارث، محذرًا من أن العالم يواجه تحديا كبيرا في تحويل الوعي إلى استجابة حقيقية. ويعتبر أن التخلي عن الانشغال بالمآسي التي تحدث للآخرين هو أحد الأبعاد الضرورية في التصدي للأزمة المناخية.
يستعرض الكاتب المشاهد المأساوية للفيضانات في إسبانيا، حيث غمر الطين والسيول الشوارع والمنازل، مما أسفر عن وفاة 205 أشخاص على الأقل. وقد أشار الخبراء إلى أن هذه الأنواع من الكوارث أصبحت أكثر شيوعًا، ويرجع ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة التي أدت إلى زيادة رطوبة الغلاف الجوي. هذه الكوارث تُظهر كيف أن الأنشطة البشرية، وبالتحديد استخدام الوقود الأحفوري، تسهم بشكل مباشر في تفاقم الأزمات المناخية.
على الرغم من التحذيرات المتعددة من الحكومات والأمم المتحدة بشأن أزمة المناخ، لا تزال درجات الحرارة ترتفع بشكل قياسي، وتستمر الانبعاثات في التفوق على الأهداف المحددة. يلفت الكاتب الانتباه إلى عدم التزام الدول بمسؤولياتها المناخية، حيث تظل الأولوية للاقتصاد على حساب البيئة. وهذا يجسد الهوة الواضحة بين النداءات الملحة للإصلاح والواقع الحالي الذي يتجاهل تلك النداءات.
لقد كان العامان الماضيان من أكثر السنوات حرارة في التاريخ، حيث شهدت الكوكب سلسلة من الكوارث المناخية التي لم تعد حالات معزولة. علماء المناخ يؤكدون أن هذا ليس مجرد حظ تاريخي، بل هو نمط مستمر وفريد ناتج عن تغير المناخ الذي سببه النشاط البشري. يدعو المقال إلى ضرورة اتخاذ إجراءات جذرية لوقف حرق الوقود الأحفوري من أجل حماية الكوكب.
وفي سياق مؤتمر الأرض 29، يطالب الخبراء بضرورة أن يتفق زعماء العالم على إيقاف حرق الوقود الأحفوري ووضع تاريخ نهائي لتحقيق ذلك، حيث إن استمرار ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية يحذر من عواقب وخيمة. يدعو المقال إلى ضرورة الاستيقاظ من حالة النعاس المناخي وإدراك الواقع المروع الذي نعيشه، وبالتالي يجب أن نتحرك نحو إجراءات فعالة وصارمة للتصدي لهذه الأزمة قبل فوات الأوان.