انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم نور شمس شرقي مدينة طولكرم بالضفة الغربية، وكشفت التقارير عن دمار هائل في المنازل والممتلكات والبنية التحتية للمخيم، بالإضافة إلى وفاة 14 شخصاً خلال الهجوم الذي دام أكثر من 50 ساعة. وقد أوضح سكان المخيم أن هذا الهجوم كان الأسوأ من نوعه منذ بداية العدوان على غزة في شهر أكتوبر الماضي.
ووفقاً لأحد سكان المخيم، كان هدف الاحتلال في هذه العملية العسكرية هو إنهاء المخيمات وتدميرها تماماً، حيث أرادوا تشريد الناس وطردهم من منازلهم. وأشار هذا الساكن إلى أن المشهد في مخيم نور شمس يشبه تماماً ما حدث في غزة، معبراً عن حزنه واستنكاره لما حدث ومدى تضرر المنطقة وسكانها.
بعد أن جرفت الحرب والهجمات منازل السكان وأحدثت دماراً كبيراً في البنية التحتية، واجه السكان صعوبات كبيرة في إيجاد مأوى آمن بعد انسحاب القوات الإسرائيلية. وقد شيع الآلاف من أهالي المخيم والمنطقة القريبة 14 شهيداً قتلهم الاحتلال خلال الهجوم، حيث شارك مجموعة من المقاومين المسلحين في هذه المراسم الجنائزية.
بعد أن رأى محمود شحادة، أحد سكان المخيم، منزله الذي تضرر بشدة، خرج بسؤال يتساءل فيه عن مصير السكان وأين سيذهبون بعد تدمير بيوتهم. وأشار إلى أن الأهالي هنا لا يمتلكون خيارات كثيرة للرحيل، خاصة وأنهم يعتبرون أبناء النكبة ولا يرغبون في تكرار تجربة النزوح مرة أخرى.
توجد حاجة إلى جهود كبيرة لإعادة بناء المنطقة المتضررة وتوفير الدعم لسكانها للتعافي من هذا الهجوم الهمجي. ويجب على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية التحرك بشكل فوري لمساعدة السكان في المخيم وتوفير الحماية والدعم اللازم لهم للمضي قدماً وبناء مستقبل أفضل بعد هذه الكارثة.