أعربت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية عن قلقها من التصعيد المحتمل بين إسرائيل وإيران، خاصة بعد الهجوم الذي شنته إسرائيل على منشآت عسكرية إيرانية. واعتبرت أن الهجوم قد يفتح المجال لتخفيف حدة التوتر بين البلدين على المدى القصير، وذلك بسبب رد الفعل الإيراني الهادئ حتى الآن، والذي يدل على عدم رغبة طهران في التصعيد المباشر. وأشار خبراء إلى أن هذا النوع من الهجمات يُعد تصعيدًا خطيرًا، وأن كل من الجانبين قد تجاوزا بعض الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاهلها.
من جهة أخرى، ترى المجلة أن هناك مؤشرات على أن هذا الهجوم قد يكون بداية لمزيد من الضغوط والتوترات بين البلدين، حتى في حال اختارت إيران عدم الرد بشكل مباشر. وأوضح الباحث في العلاقات الدولية أزرائيل بيرمانت أن الهجمات التي تستهدف أنظمة الدفاع الجوي تعكس نية إسرائيل الاستمرار في توجيه الضغوط على إيران. بينما تشير التوقعات إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستسعى لتجنب المزيد من التصعيد، وهو ما زاد من تعقيد المشهد.
وفي نفس السياق، يتعين على إسرائيل استغلال ما تعتبره “فرصة ضيقة” للتحرك، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية. تتزايد التوقعات بأن يكون هناك تسريع في العمليات العسكرية الإسرائيلية قبل 5 نوفمبر بسبب المخاوف من تغيير سياسة الولايات المتحدة بعد الانتخابات. الأمور تبدو معقدة مع دخول مختلف السيناريوهات في سباق الانتخابات، حيث تعد النتيجة حاسمة لعمليات اتخاذ القرار الإسرائيلية.
لا شك أن من سيختار الناخبون الأميركيون سيكون له تأثير مباشر على استراتيجية إسرائيل العسكرية. يعتقد الباحثون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفضل عودة ترامب للرئاسة، حيث توفر إدارته الدعم الأكبر لإسرائيل. بينما تقف إدارة كامالا هاريس، إذا فازت، في موضع تساؤل، حيث يُتوقع أن تكون أكثر حذرًا في دعم تصرفات إسرائيل في المنطقة.
تتضمن النقاشات استشراف تفاصيل موقف هاريس في حال فوزها، حيث ستصبح سياستها تجاه إيران وإسرائيل موضع اختبار. رغم تأكيداتها المتكررة بشأن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، إلا أنه كان لديها موقف انتقادي في بعض الأحيان، مما يشير إلى تغيير محتمل في الديناميات السياسية إذا تولت الرئاسة. وتُعتبر مجموعة من التوجهات السياسية الأمريكية من السمات الأساسية التي قد تحدد تفاؤل أو تشاؤم Tel Aviv في عملياتها العسكرية المستقبلية.
في النهاية، يُتوقع أن تلعب الأحداث السياسية دورًا مهمًا في التصعيد المستقبلي بين إيران وإسرائيل. بينما يُرجح بيرمانت حدوث هجمات إسرائيلية جديدة، من المتوقع أيضاً أن تمتنع إيران عن الرد المباشر. يتبقى السؤال حول توقيت وشكل التصعيد القادم، مما يستدعي من المحللين والمهتمين متابعة هذه الديناميات التي تؤثر على الاستقرار في المنطقة.