ذكرت مقالة نشرت في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أن القادة الأكثر تأثيراً في العالم، بالإضافة إلى الهيئات والمنظمات الدولية، لم يتخذوا خطوات عملية لإنهاء المأساة التي تجتاح السودان، حيث تم وصف الحرب التي تدور في البلاد بأنها تجاوزت المرحلة اللاعودة. وقد تم الإشارة إلى مرور عام على انزلاق السودان في النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

وأشارت الخبيرة في شؤون السودان والشرق الأوسط، سهى موسى، إلى أن اللغة التي استخدمت في وصف الأوضاع الصعبة في البلاد تعكس العجز في التصرف العملي للمجتمع الدولي لإيجاد حلول للأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب. وأشارت إلى أن هذه اللغة تُعتبر مؤشراً على استحالة إيجاد حلول، وتؤكد على أن الخطاب السلبي بشأن السودان يعيق التقدم نحو إنهاء المعاناة.

وعلى الرغم من تواضع فرص التوصل إلى حل سلمي للصراع في السودان، إلا أن وصف البلاد بأنها “مهجورة بلا أمل يُرتجى” يعفي الكيانات الدولية من المسؤولية والتورط في إيجاد حلول للأزمة. وقد دعا المبعوث الأميركي الخاص للسودان إلى البحث عن أرضية موحدة لإنهاء الصراع، لكن الكاتبة المقال تعلقت على هذا التصريح بأن الأقوال أسهل من الأفعال.

واقترحت سهى على الطرفين الأميركي والسعودي ضم قوات الدعم السريع والجيش ورعاتهم في المحادثات لوضع حد للحرب، بالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية عليهم وتحميلهم المسؤولية في عملية الانتقال السياسي. وكذلك تم تحذير من خطر عودة العناصر المتطرفة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تركز على التنافس الجيوسياسي بدلاً من الجانب الإنساني للأزمة.

وقد أكدت الكاتبة على أهمية الاهتمام العالمي بالسودان، وأن وصف الصراع بالميؤوس منه قد يؤدي إلى تقليل فرص التوصل إلى حلول. وأشارت إلى جهود المجتمع السوداني في تجميع التبرعات واستهداف قطاعات معينة لمساعدة الناس المحتاجين، مما يعكس رغبتهم في بناء سودان أفضل.

ختاماً، أكدت الكاتبة على أهمية تحقيق السلام والاستقرار في السودان وتطلعات الشعب السوداني نحو مستقبل أفضل، وأن العالم برمته يجب أن يكون مهتماً وملتزماً بمساعدة السودان على التعافي والنهوض.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.