منذ الغزو الإسرائيلي لغزة، وجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سهولة في وصف “النظام الدولي الليبرالي” للرئيس الأميركي جو بايدن بأنه “قوقعة جوفاء”، خاصة بعد إعلان بايدن أنه سيقف في وجه المحكمة الجنائية الدولية إذا قدمت اتهامات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وهو الأمر الذي كان قد نشر اتهامات ضد بوتين بجرائم حرب في أوكرانيا. الكاتب البريطاني إدوارد لوس يرى أن روسيا كانت من المستفيدين الرئيسيين من الهجوم، لكنه لم يجد دليلاً يثبت ذلك.
قبل الهجوم، كان هناك تواطؤ وتبادل إعجاب بين بوتين ونتنياهو، حيث اعتبر كلاهما زعيما قوياً ومستعداً للحفاظ على السلطة، ولكن غزو روسيا لأوكرانيا وتقاربها مع إيران قد تسببا في تأثير سلبي على هذه العلاقة. بوتين يبقى طرفاً مستفيداً من عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة، لكن مصالحه تتداخل مع مصالح نتنياهو، الذي يخشى من حرب قد تؤدي إلى انتخابات عامة تهدد بفشله بسبب محاكماته في قضايا الفساد.
يقول لوس إن كل شيء جيد لبوتين يكون جيداً لترامب وسيئاً لبايدن، وذلك بسبب تداخل الأمور بينهم. بوتين يظل يستفيد من تداعيات الهجوم على غزة وموقف بايدن من المحكمة الجنائية الدولية، لكن نتنياهو يشكل تهديداً كبيراً لفرص بايدن في إعادة انتخابه، وهذا ما يجعل الرئيس الأميركي خاسراً جيوسياسياً في هذه الأزمة. المفارقة أن من شاءت الأقدار أن يصادف هجوم حماس مع ذكرى ميلاد بوتين، ما جعلها هدية مستمرة لموسكو.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version