حذر عدد من القادة العسكريين الأميركيين السابقين تحت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من إمكانية عودته إلى البيت الأبيض، مشيرين إلى أن ترامب يمثل تهديداً حقيقياً للوحدة الوطنية الأميركية. وصف هؤلاء القادة ترامب بأنه “فاش حتى النخاع” وأن لديه نزعات تقسيمية تهدد اللحمة الاجتماعية للبلاد. يعبّر التحليل الذي نشرته شبكة “سي إن إن” عن المخاوف المتزايدة من أن يعيد ترامب استغلال الجيش الأميركي إذا ما فاز بولاية ثانية، خاصة في قضايا تتعلق بالعدو الداخلي.

في كتابه الجديد “الحرب”، سلط الصحفي بوب وودورد الضوء على تصريحات الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، الذي اعتبر ترامب “الشخص الأكثر خطورة” على الولايات المتحدة. كما نقل عن الجنرال جيم ماتيس، وزير الدفاع السابق، أنه يوافق على هذا الرأي، محذراً من خطورة التقليل من شأن التهديد الذي يشكله ترامب على البلاد. تعكس تلك التصريحات قلقاً عميقاً لدى القادة العسكريين تجاه أطروحات ترامب السياسية وممارساته.

رغم العلاقات السابقة القويّة التي كان يتمتع بها ترامب مع الجيش، إلا أن العديد من القادة العسكريين والمتقاعدين يعتبرون أن ترامب يمثل “العدو الداخلي” الحقيقي. وفق تقرير “سي إن إن”، تم تقديم مجموعة من الانتقادات من هؤلاء العسكريين بشأن سلوك ترامب، وأبرزهم تصريحات ماتيس في عام 2016 والتي اعتبر فيها ترامب أول رئيس لا يسعى لتوحيد الشعب الأميركي، بل يعمل على تقسيمه. هذا المفهوم تكرر في تعليقات الجنرال جون كيلي، الذي أشار إلى ازدراء ترامب للمؤسسات الديمقراطية.

تتضمن انتقادات القادة العسكريين لممارسات ترامب مواقف شخصية ومعنوية، حيث أشار الجنرال هربرت ماكماستر في مذكراته إلى أن ترامب أهمل التزاماته الدستورية بعد خسارته في انتخابات 2020. كما أفاد الجنرال ستانلي ماكريستال أنه ينوي التصويت لصالح كامالا هاريس بسبب طبيعتها، رغم تاريخه من الانتقادات لترامب. هذا يعكس تزايد الفجوة بين القيادات العسكرية السابقة وروح ترامب.

لدعم موقفه، ذكر الأدميرال بيل ماكرافين، والذي قاد عملية قتل أسامة بن لادن، أنه بينما تكون مصلحة الأنا الرئاسية أهم من الأمن القومي فلا يبقى شيء لوقف الانحدار. كذلك، استنكر الأدميرال مايك مولن في مقال له معاملة المتظاهرين السلميين في الولايات المتحدة بشكل عنيف، مما يدل على الاستياء العام من استخدام السلطة من قبل ترامب.

تؤكد تلك التصريحات والمواقف أن القادة العسكريين يروجون لرؤية تشدد على ضرورة الحفاظ على القيم الديمقراطية ورفض أي سياسات قد تُهدد وحدة البلاد. يبدو أن هناك إجماعاً بينهم على أن ترامب ليس مؤهلاً قيادة البلاد في المستقبل، مما يعكس انقساماً غير مسبوق في العلاقات بين السلطة المدنية والعسكرية في الولايات المتحدة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.