قالت صحيفة لوتان السويسرية إن أحد سكان غزة أفرجت عنه إسرائيل في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، قدم لها شهادة نادرة قال فيها إنه لم يعد خائفا من الإسرائيليين لأنه لم يعد لديه ما يخسره، ولكنه أكد أنه لن يسمح لهم بأخذه حيا مرة أخرى، وإذا عادوا فهو يفضّل الموت على العودة إلى سجونهم ومعاناة المزيد من ظلمهم وتعذيبهم.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم شارلوت غوتييه من القدس- أن بلال (30 عاما) من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وهو أب لـ4 أبناء، وكان قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول موسيقيا، ومعجبا بالمطربة المصرية الشهيرة أم كلثوم، ولكنه اليوم أصبح مجرد ظل لشخصيته السابقة.

بدأت مشاكل بلال، وفقا للصحيفة، منذ عام بالضبط عندما غادر جباليا مع عائلته بأوامر من جيش الاحتلال الإسرائيلي ولجأ إلى أحد مستشفيات الهلال الأحمر في خان يونس جنوب القطاع، وقد حاصر الإسرائيليون المدينة والمستشفى وبعد فترة من الوقت، “طلبوا منا مغادرة المستشفى -كما يقول- وعند مروري قالوا لي مرحبا. أنت الرجل ذو القميص الأحمر تعال هنا. وضعوني جانبا وجردوني من ملابسي. كنت تحت المطر في البرد. ضربوني. أهانوني. أذلوني. ثم اعتقلوني”.

تجويع وتعذيب

نقل بلال من دون محاكمة -كما تقول الصحيفة- من سجن إلى سجن على مدى الأشهر التالية، وسجن في عدة قواعد عسكرية حول غزة، ثم في سجن بالقدس ثم في سجن عوفر” قرب رام الله، وكلها كانت “مراكز اعتقال عسكرية ​​وليست سجونا تقليدية”.

ويقول: “خلال الشهرين الأولين بقيت معصوب العينين ومقيد اليدين طوال الوقت. كان علينا أن نجلس أو نركع 18 ساعة يوميا”، مشيرا إلى أنه عانى من الجوع لأنه لم يكن يحصل إلا على “قطعتين من الخبز” يوميا.

ويصف بلال رفض الإسرائيليين علاج السجناء قائلا “لقد أصبنا جميعا بالجرب، وكنا نخدش أنفسنا حتى تنزف الدماء. أصبحت جروحنا ملتهبة ومتقيحة”، ويصف أيضا العقوبة البدنية قائلا “كنا نتعرض للضرب 4 مرات يوميا. وهناك باب على كل سجين أن يخرج يديه من خلاله ليتلقى الضرب بالهراوات”.

لم يحصل بلال خلال كل هذا الوقت على أخبار عما يحدث في الخارج، ولم تكن لديه أدنى معلومة عن مصيره، ويقول إنه لم يمثل أمام قاض قط، ولم توجه له أي تهمة، وإنما “أجروا مكالمة هاتفية أمامي ربما مع المحكمة وقالوا لي أنت عضو في منظمة إرهابية وعلى هذا الأساس سوف تبقى في السجن”.

فرحة منغصة

ومن دون تفسير، تقول لوتان، تم نقل بلال مع زملائه من سجن عوفر إلى وجهة مجهولة، وفي الطريق “تعرضوا للضرب -كما يقول- ثم فجأة توقف الضرب ورأيت موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فقلت لرفاقي سوف يعالجوننا”، ولم تكن لديه فكرة عن إطلاق سراحه، ولكن أحد عناصر المخابرات الإسرائيلية أبلغه بذلك.

ويضيف بلال “مررنا واحدا تلو الآخر أمام أحد الضباط. قال لي نحن نطلق سراحك، لذلك أحذرك لا تستأنف أنشطتك الإرهابية، ولا تنضم إلى أي جماعة مسلحة. مكثنا أسبوعا بعد ذلك قبل إطلاق سراحي السبت، الثامن من فبراير/شباط مع 111 أسيرا من سكان غزة”.

فرح بلال فرحا عظيما، ويقول: “اتصلت بزوجتي وفرحت كثيرا حين أخبرتني أنها على قيد الحياة هي وأولادنا وأمي وإخوتي وأخواتي”، وبالفعل التقى بلال عائلته وعاد إلى منزله في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، لكن قسوة الواقع سرعان ما أذهبت فرحته.

يقول بلال إنه يشعر “بالاكتئاب” في هذا المخيم المدمر بالكامل، إذ لم يبق من مبنى عائلته سوى الهيكل فقط، و”يحاول أخي أن يجد لي بعض الأغطية البلاستيكية لنضعها مكان الجدران لحمايتنا قليلا من البرد”، كما يوضح هذا الأب بصوت متعب.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version