قالت صحيفة غارديان البريطانية إن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى تفعيل قانون الجزيرة كوسيلة لتقييد تدفق الأخبار المتعلقة بغزة إلى إسرائيل والعالم، بهدف البقاء سياسيًا وسط زيادة الضغوط الدولية والانتقادات المحلية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأشارت الصحيفة إلى موافقة الكنيست الإسرائيلي على القانون الذي يمنح وزير الاتصالات صلاحيات لإغلاق وسائل الإعلام الأجنبية التي تعد تهديدًا للأمن الإسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة أن وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كارهي قال إن هذا القانون سيكون أداة فعالة لمحاربة من يستخدم حرية الصحافة للتحريض على الإرهاب والإضرار بأمن إسرائيل، وأكد نتنياهو أنه سيتم التصرف وفقًا لهذا القانون الجديد. وتعتبر الصحيفة أن هذا القانون يشكل تهديدًا لوسائل الإعلام التي تنتقد الحكومة الإسرائيلية ويمكن أن يؤدي إلى إغلاقها أو معاقبتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصحفيين في قناة الجزيرة يلعبون دورًا هامًا في نقل الصور والأصوات من غزة، لفهم العالم والإسرائيليين حجم الدمار هناك. ورغم بعض الانتقادات التي ربما توجه للقناة، إلا أنها تعتبر مصدرًا حيويًا للمعلومات حول الأوضاع في غزة. وأكد الكاتب على أهمية سماع أصوات السكان هناك، سواء كانوا مؤيدين أم منتقدين لحماس.
وأوضح الكاتب أن مؤيدي الحكومة الإسرائيلية يحاولون خلق واقع بديل يصور إسرائيل كمنتصرة ويظهر غزة بمظهرها السلبي كملاذ للإرهابيين. وأشار إلى دور قناة 14 في نشر هذا الخطاب الداعم للحكومة، ورغم تسليط الضوء على الحرب إلا أن الحقيقة عن الأوضاع في غزة بدأت تظهر ببطء وسط انخفاض مستوى الثقة في الحكومة ونتنياهو.
وأشار الكاتب إلى أن الإسرائيليين يدركون تدريجيًا أن الحرب تسبب الدمار للمجتمع الإسرائيلي وإلى عزلة سياسية متزايدة، واتهم نتنياهو بعرقلة صفقة المحتجزين في غزة من أجل مكاسبه الشخصية. وقد أبدت نوجا فريدمان انزعاجها من احتفال بالدم والانتقام داخل المجتمع الإسرائيلي ودعت إلى التحدث بصوت عال للكشف عن الدمار والفقر والجوع في غزة.
وختم الكاتب بالتأكيد على أهمية الكشف عن الحقيقة في غزة وضرورة فتح الحوار حول الأوضاع هناك وتسليط الضوء على الدمار الذي يلحقه الحرب. وشدد على أن على الإسرائيليين أن يتحسسوا حجم الدمار في غزة ويعملوا على وقف دورة الانتقام المستمرة التي تجلب المزيد من الدمار والفقر.