ذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية أن التقارير الأولية الواردة عن الجيش الإسرائيلي ومسؤول أميركي رفيع المستوى، التي أشارت إلى فعالية المنظومة الدفاعية الإسرائيلية أمام الصواريخ الإيرانية، قد تكون مضللة. وأفاد مراسل الصحيفة في القدس، أندرو روث، في تقريره بأن التحليل الاستخباراتي يشير إلى أن دفاعات إسرائيل ليست قوية كما يُروج له، ويبدو أن هذه المزاعم قد لا تعكس الوضع الحقيقي في ظل الهجمات التي تمت.
الجيش الإسرائيلي زعم أنه تصدى لأكثر من 180 صاروخًا إيرانيًا، لكنه لم يقدم تفاصيل دقيقة حول الأضرار الناجمة عن هذه الهجمات. وبالتوازي، وصف مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الهجوم الإيراني بأنه “يبدو أنه قد أُحبط” ولم يكن له تأثير يذكر. ومع ذلك، يبدو أن الاعتماد على هذه التقارير الأولية قد يكون مضللاً، حيث يمكن أن تؤثر على حسابات إسرائيل تجاه اعتزام ردودها، خصوصًا في ظل مخاوف من تبادل الضربات الصاروخية بشكل مستمر مع إيران.
تشير تقارير “غارديان” إلى أن صور الأقمار الصناعية ووسائل التواصل الاجتماعي أظهرت سقوط العديد من الصواريخ على قاعدة نيفاتيم في صحراء النقب، مع وجود انفجارات ثانوية تشير إلى أن الضربات الإيرانية كانت أكثر فعالية من المتوقع. ولم تظهر الأضرار بصورة محددة، لكن بعض الصواريخ سقطت بالقرب من طائرات إف 35 الإسرائيلية، ما يدل على أن هناك تهديدًا واضحًا للقدرات العسكرية الإسرائيلية.
وعلى الرغم من أن الصواريخ لم تصب الطائرات مباشرة، فإن الضربات الصاروخية قد تكون لها عواقب وخيمة إذا استهدفها صواريخ إيرانية في مدن مثل تل أبيب أو في مرافق حيوية مثل مصافي النفط في شمال إسرائيل. أشار محلل المخابرات إيفليث إلى أن إيران قد تكون قادرة على توجيه ضربات مدمرة إذا اختارت استهداف أهداف أكثر ضعفًا مثل القواعد العسكرية المزدحمة بالجنود أو المناطق المدنية، مما قد يسفر عن عدد كبير من الضحايا.
الأبعاد الاقتصادية لهذا التبادل الهائج من الضربات الصاروخية شديدة الأهمية، إذ سيكون لترسانات الدفاع الجوي الإسرائيلية تكلفة باهظة وبخاصة أنها محدودة. وفي حال استمر هذا التبادل لفترة طويلة، قد تكون إسرائيل عرضة لنتائج سلبية أكثر مع مرور الوقت. وذكر إيفليث أن استمرار الصراع على هذا النمط سيجعل إسرائيل غير قادرة على تحمل التكاليف الباهظة لذلك.
على المدى الطويل، قد تسعى إسرائيل لضرب خطوط تصنيع الصواريخ الباليستية الإيرانية بهدف التقليل من خطر الهجمات المستقبلية. لطالما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن تهديد برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني يوازي خطورة برنامجها النووي، مما يعكس التوترات المستمرة بين البلدين.