تطرقت صحيفة “غارديان” البريطانية إلى أن النجاحات التكتيكية التي حققتها إسرائيل مؤخرًا، مثل اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله، لن تغير الديناميكيات الإستراتيجية الأساسية للصراع الإقليمي. في مقال بقلم سينا توسي، تم توضيح التأثير المحدود لهذه المكاسب على الصراع الدائم مع الفلسطينيين وأوسع نطاقًا في المنطقة. ورغم الإشادة بالإجراءات العسكرية التي قامت بها إسرائيل، فإن ذلك لا يعني تغييرًا حقيقيًا في ميزان القوى، كما يظهر الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل الذي يتجاوز الدفاعات الجوية المتطورة.

يرى الخبراء، مثل عميحاي أيالون الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي “شين بيت”، أن الفلسطينيين لا ينظرون لأنفسهم فقط كمقاومين، وإنما كأمة تسعى إلى الاستقلال. التغييرات في الطريقة التي يرى بها الفلسطينيون هويتهم تجعل من الصعب على إسرائيل قمع هذا النضال باستراتيجيات عسكرية تقليدية. إذ أن التاريخ يظهر أن حركات النضال الوطني، التي تتمتع بدعم شعبي، غالبًا ما تتجاوز القوة العسكرية للقوى الحكومية.

على الرغم من الإنجازات التكتيكية الواضحة، إلا أن إسرائيل لم تحقق الاختراقات الإستراتيجية اللازمة. وطبقًا للكاتب، فإن تدمير بعض قيادات حزب الله لم يكن كافيًا لتحقيق الهدف الأوسع، في حين أن حماس في غزة تواصل الهجمات على القوات الإسرائيلية وتثبت قدرتها على استعادة الأراضي في فترة قصيرة. هذا يعكس حدود القدرة العسكرية الإسرائيلية وضعف فاعلية الانتصارات التكتيكية في تحقيق استقرار طويل الأمد.

السياق الإقليمي يضيف أيضًا تعقيدات للأهداف الإسرائيلية، خاصة مع دور إيران كمركز للعديد من التحركات المقاومة. الضربة الصاروخية الأخيرة، ونجاح الإيرانيين في تجاوز الدفاعات الإسرائيلية يعد تذكيرًا بالتحديات الكبيرة التي تواجهها إسرائيل. يتضح أن وجود إيران يؤثر على إستراتيجيات الردع، مما يجعل أي صراع شامل معقدًا ومليئًا بالمخاطر.

من أجل ضمان مكاسب إستراتيجية دائمة، بحاجة إسرائيل إلى التفكير في أساليب جديدة بدلاً من التكتيكات العسكرية. واحدة من هذه البدائل قد تكون إنهاء الحرب على غزة، مما يمكن أن يفتح المجال لحل سلمي ينشئ الدولة الفلسطينية. إن التوصل إلى اتفاق يمنح الفلسطينيين الفرصة لتحقيق تطلعاتهم، قد يمنح إسرائيل أيضًا اعترافًا وعداءًا أقل من الدول العربية، مما سيغير الديناميكية الإقليمية بشكل جذري.

في النهاية، يؤكد أيالون على أن مفتاح السلام الدائم يكمن في توفير أفق سياسي للفلسطينيين. بدون هذا الأفق، سيستمر النزاع في التصاعد، كما حدث خلال الانتفاضة الثانية، مما يجعل من الضروري إرساء أسسٍ واضحة للسلام والشروع في محادثات جادة حول حل الدولتين.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version