في افتتاحيتها، أكدت صحيفة غارديان أن حظر إسرائيل لوكالة الأونروا يُعتبر تصعيداً إضافياً في هجماتها المستمرة على الأمم المتحدة، مما ينعكس سلبًا على الفلسطينيين، إذ يحرمهم من الخدمات الأساسية دون وجود مبررات أو أعذار مقبولة. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية، بدءًا من رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو وصولاً إلى أدنى المستويات في الحكومة، تُظهر ازدراءً واضحاً للمبادئ والمعايير العالمية المتعلقة بحقوق الإنسان والنزاعات الدولية والدبلوماسية. وهذا الاتجاه قد يقود إلى اعتبار إسرائيل دولة مارقة من خلال أفعالها وتصرفاتها.

انتقدت الافتتاحية المنهج العدائي الذي تتبعه إسرائيل تجاه الأمم المتحدة؛ حيث ذكرت الحوادث التي أودت بحياة موظفين دوليين في غزة، واعتداءتها على قواعد الأمم المتحدة في لبنان، بالإضافة إلى اتهامها المتكرر بمعاداة السامية. وتحدثت الصحيفة عن منع الأمين العام من دخول الأراضي الإسرائيلية لمطالبتهم بإدانة كاملة للهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، مما يعكس مستوى التوتر المتصاعد.

كما أضافت الافتتاحية أنه ومنذ بداية الحرب على غزة العام الماضي، ظهرت أدلة متزايدة تشير إلى أن أفعال إسرائيل تُعتبر إبادة جماعية. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها حققوا في ظاهرة حماية إسرائيل من عواقب أفعالها، وتجاهلوا انتهاكاتها للقانون الدولي. واعتبرت الصحيفة هذا الموقف تواطؤًا في جرائم الحرب، مما يعكس استخفافًا بحياة الفلسطينيين والتعامل مع المنطقة كأداة لتحقيق مكاسب سياسية.

وأوضحت الافتتاحية أن الولايات المتحدة يمكن أن توقف الحرب في أي لحظة من خلال وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل وفرض اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين. لكنها أكدت أن اقتراب الانتخابات الأميركية أضعف أي إمكانية لانتقاد العمليات الإسرائيلية، حيث يخشى المرشحون من ردود فعل الناخبين. وهذا الأمر يعكس غياب الإرادة السياسية الحقيقية للتعامل مع أزمة المستمر.

وتطرقت الافتتاحية إلى نداءات الأمم المتحدة بشأن ازدواجية المعايير الأميركية، مشيرة إلى أن هذه الازدواجية تقوض من إمكانية تطبيق القانون الدولي بشكل فعال. واعتبرت أن النفاق الأميركي يؤثر سلبًا على معايير العدالة، إذ يتم الموازنة بين انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل واعتبارها كقوة استراتيجية في المنطقة.

في ختام الافتتاحية، ألقت غارديان الضوء على مسؤولية مجلس الأمن الدولي، محذرة من أن عدم اتخاذ خطوات حاسمة ومؤثرة قد يؤدي إلى استمرار الصراع في المنطقة. وأكدت أنه إذا لم يتبع المجلس نهجًا جديدًا يدفع نحو قرارات تؤدي إلى تحقيق السلام، فلن تجد المنطقة متنفسًا للخروج من دوامة العنف المستمر، مما يعزز الحاجة الملحة لتغيير حقيقي في مواقف القوى الكبرى نحو النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version