في رسالة مؤلمة من بيروت، تعكس الكاتبة كيم غطاس تجربة الحرب الإسرائيلية على لبنان، مشيرة إلى الأسئلة الوجودية التي تراودها حول الحروب التي يمكن للإنسان تحملها وعدد الأرواح التي يمكن احتواؤها في حياة واحدة. تستعرض غطاس ذكرياتها مع الحروب السابقة التي عاشتها منذ طفولتها في لبنان، بدءًا من الاحتلال الإسرائيلي في عام 1978، وصولًا إلى اجتياح بيروت في 1982، ثم تذكرها للحرب الأهلية التي استمرت 15 عامًا. تتناول أيضًا الأزمات الأخيرة التي عصفت بالبلاد، مثل الأزمة الاقتصادية في عام 2019 وانفجار مرفأ بيروت في 2020.

تتحدث الكاتبة عن شعورها بالأمان النسبي في ظل الوضع الراهن، حيث تعبر عن أن وجودها في بيروت قد يبدو أفضل من الوضع في غزة أو الضاحية الجنوبية، ولكنها تعبر كذلك عن إحساسها بأن الحرب قريبة منها. تروي تفاصيل لحظات مرعبة عاشتها خلال تنقلاتها، حيث أوضحت كيف استهدفت السيارات وهو ما يجعلها تدرك أن الصراع في كل مكان حولها، مما يخلق حالة من الخوف والقلق الدائمين.

غالبًا ما تستحضر غطاس قصص الناس الذين التقت بهم، مشيرة إلى نادل شيعي في مدينة صور الذي عبر عن مشاعره القاسية بعد رؤية جنود إسرائيليين في منزله. كما تروي قصة بائع خضراوات فقد عائلته بسبب القصف، وشابة من النبطية لجأت إلى عمها في بيروت هربًا من القصف، مما يعكس المأساة الإنسانية التي يعيشها اللبنانيون تحت وطأة الحرب والأزمات المتعددة.

في لحظات شديدة التوتر، تذكر غطاس كيفية تلقيها الأخبار عن القصف الجوي، حيث تفاجأت بانفجار قوي هز نوافذ منزلها، مما جعلها تتساءل عن مدى خطورة الوضع وتطرح استفسارات عن القصف وما إذا كانت ستنجو. تعبر عن حالة التوتر المستمر التي تعيشها، وكذلك عن عدم قدرتها على التركيز أو الهدوء في ظل الظروف القاسية التي تمر بها بلادها.

تشير الكاتبة إلى مشاعر الارتباك والقلق والخوف التي تتملكها، مشيرة إلى أنه لا توجد استجابات واضحة للأسئلة التي تطرأ على عقلها، مثل متى تنتهي هذه الحرب، وما إذا كانت ستشهد حربًا أخيرة. كما تتساءل عما إذا كانت قد اعتادت على الموت والدمار المحيط بها، مما يعكس حالة الشعور بالتحدي النفسي الذي تواجهه نتيجة الصراعات المستمرة.

تختتم غطاس برسالتها بتأكيد أهمية الأسئلة التي لا تزال بلا إجابة، حيث تشير إلى أن الحرب تثير تساؤلات عميقة في النفس البشرية، مما يجعلها تدرك أنه رغم كل المعاناة، يبقى الأمل ضعيفًا في تحقيق السلام والاستقرار، وهي تتوق إلى إجابتها الخاصة عن متى ستنتهي هذه الحروب.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version