لم يسبق لرئيس أميركي أن حظي بالعلاقة الوطيدة التي تربط الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب بروسيا، كما يتضح من الفيلم الوثائقي “عملية ترامب.. جواسيس روس من أجل غزو أميركا”. يتحدث الفيلم عن أدلة وشهادات تقدمها شخصيات بارزة من السابقين في أجهزة الاستخبارات السوفياتية والأميركية، مما يشير إلى أن العلاقات بدأت في الثمانينيات خلال حقبة الاتحاد السوفياتي. يُبرز الفيلم كيف أن إعادة انتخاب ترامب قد تؤثر بشكل كبير على المعونات الأميركية لأوكرانيا وعلى مجريات الحرب ضد روسيا، وهو أمر ذو تأثير مباشر على الأمن في أوروبا، خاصة في ظل صعود الجمهوريين.

يتناول المخرج في مقابلة تناولت أهمية العلاقات الأمريكية الروسية في ظل ترامب، حيث أشار إلى أن ترامب كان تحت ضغوط التحقيقات المتعلقة بالتواطؤ مع روسيا عندما تولى الحكم في عام 2017. وقد تسببت تلك الضغوط في عدم قدرته على اتخاذ قرارات تسهم في تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا. بالمثل، يعكس الفيلم كيف كانت لدى الروس معلومات حول ترامب منذ ما يقرب من ثلاثين عامًا، لكن المعلومات هذه لم تمنحهم القدرة على التحكم المطلق فيه. ومع أنه تم استغلال تلك الروابط، لم يكن بوسع الروس توجيه ترامب كما يرغبون.

عند عودته من موسكو عام 1987، بدأ ترامب في إعلان مشاعر skepticism تجاه حلف شمال الأطلسي وتمويله، مما يشير إلى أن الروس تمكنوا من التأثير عليه بطريقة جعلته يشعر بأنه يحمل وجهات نظر استراتيجية تتفق مع أهدافهم. أكد المخرج أن ترامب لم ينفذ بالضبط ما أراد منه الروس، لكنهم استغلوا ضعفه ليجعلوه يعتقد أنه شخصية هامة وموثوقة في الشأن الاستراتيجي. وتم تعزيز هذه الفكرة من خلال شهادات بعض المسؤولين السابقين في الاستخبارات السوفياتية، الذين تحدثوا عن معرفتهم بأمور تتعلق بترامب في تلك الحقبة.

علاوة على ذلك، يُظهر الفيلم أن ترامب كان على علاقة مع الجريمة المنظمة الروسية في الثمانينيات، حيث أكد مخرج العمل أن الروابط بين منظمة ترامب والجريمة المنظمة كانت واضحة. تشير شهادة كينيث ماكاليون، مساعد المدعي العام السابق في نيويورك، إلى أن العلاقة بين ترامب والجريمة المنظمة كانت مرتبطة بمصالح مشتركة، مما ساعد ترامب في النجاة قانونيًا من عدة قضايا. هذه العلاقة يمكن أن تكون قد استغلتها الاستخبارات السوفيتية لدفع ترامب نحو الفخ الذي أرادوا إيقاعه فيه.

كما يُبرز جون برينان، مدير وكالة المخابرات المركزية السابقة، كيف أن مواقف ترامب من روسيا هي التي سهلت الهجوم الروسي على أوكرانيا في عام 2022، معتبراً أن موقف الرئيس بايدن بعد انتخابه لم يكن كافيًا لاستعادة الردع ضد روسيا. يؤكد الفيلم أن تلك العلاقات المعقدة بين ترامب والروس، سواء كانت من خلال تواطؤ مباشر أو من خلال إشارات سياسية، كانت تلعب دورًا هامًا في تشكيل الأحداث العالمية.

باختصار، يوثق الفيلم العلاقة الفريدة والمعقدة التي جمعت ترامب بروسيا، مستعرضًا كيفية تأثير تلك العلاقة على السياسة الأميركية وعلى مجريات الأحداث في العالم، خاصة في السياق الأوروبي والروسية. وأكد أن ترامب لم يكن بمفرده ضحية في هذه العلاقة بل كان جزءًا من لعبة سياسية أكبر تتجاوز حدود الأفراد.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version