انطلقت الهند اليوم في المرحلة الأولى من انتخاباتها العامة، حيث يتوقع أن يفوز رئيس الوزراء الهندوسي القومي، ناريندرا مودي، على قوى المعارضة. شهدت بداية الانتخابات تشكيل طوابير طويلة منذ الصباح الباكر أمام مركز الاقتراع في هاريدوار، وقد دل ناخبون مثل غنغا سينغ وغابار تاكور على استعدادهم للإدلاء بأصواتهم، مع تعبير بعضهم عن السعادة باتجاه البلاد والآخرين عن غضبهم تجاه الحكومة الحالية.
وشدد رئيس الوزراء ناريندرا مودي على أهمية ممارسة حق التصويت وحث الناخبين، خاصة الشباب الذين يصوتون لأول مرة في حياتهم، على المشاركة الفعالة في العملية الانتخابية. من جهته، حث حزب المؤتمر، القوة الرئيسية في المعارضة، الناخبين على التصويت من أجل وضع حد للتضخم والبطالة والكراهية والظلم، مؤكدا على أهمية المشاركة النشطة في الانتخابات.
ويشارك في الانتخابات ما يقرب من 968 مليون هندي لانتخاب 543 نائبًا في البرلمان، على مدى عدة أسابيع مع المرحلة النهائية التي ستجري في الأول من يونيو/حزيران. يحظى ناريندرا مودي بشعبية كبيرة بعد ولايتين ناجحتين زادت فيهما نفوذ الهند وثقلها الاقتصادي، وفاز بانتخابات سابقة بنسب مرتفعة بفضل تسليط الضوء على الجوانب الدينية والثقافية في حملته.
مع ذلك، تظل هناك انتقادات لسياسات مودي وتحديات اقتصادية واجتماعية تواجه الهند، مثل مشكلة البطالة بين الشباب الذين تخرجوا من الجامعات. تتهم الحكومة مودي بتغيير التحول الديني لإله رام لصالح مصالح سياسية، بينما يعتبر البعض ذلك بأنه خداع لتجاهل القضايا المهمة التي تواجهها الهند.
فيما يتعلق بالمعارضة، يعتبر المحللون أن مودي مرشح قوي للفوز في الانتخابات، حيث لم يحدد تحالف المعارضة بعد مرشحه لمنصب رئيس الوزراء وتعاني من خلافات داخلية بشأن تقاسم المقاعد. يتوقع أن يحقق مودي فوزًا بديهيًا بفضل التحقيقات الجنائية التي تستهدف المعارضين، ويعزز من فرصه الفوز الضعف في قوة حزب “المؤتمر” وتحالفها الفاشل مع حزب مودي.
من خلال حكم مودي، تقدمت الهند بشكل كبير اقتصاديًا وتصنعت مكانة لها كقوة اقتصادية عالمية، وجذبت اهتمام الغرب نحوها لمواجهة النفوذ الصيني المتنامي. ومع ذلك، تظل هناك مخاوف من تراجع حرية الصحافة والديمقراطية في الهند تحت حكم مودي، وقد تم تقديرها بتراجع الهند 21 مركزًا في تصنيف حرية الصحافة العالمي.