بوجوه متعددة، تواجه أوروبا تحديات كبيرة لتحقيق رؤيتها لتحول أخضر ومنافسة على الصعيد العالمي، وهو التحدي الأساسي الذي يجب عليها مواجهته في القريب العاجل. حيث تحتاج لاستثمارات تصل إلى تريليونات اليورو على مدى عقود من الزمن، وتحتاج أيضًا إلى أموال عامة لجذب رأس المال الخاص. ومع تخوف العواصم الأوروبية من التزامات مالية إضافية، يعتبر البحث عن مصادر تمويل جديدة وضرورية هو الأمر الذي يواجه الزعماء الأوروبيين خلال الفترة القادمة.
إن الارتفاع المستمر في تكلفة الطاقة، والوضع الاقتصادي الصعب بعد جائحة الفيروس التاجي، إلى جانب التحديات العديدة التي تواجهها الاتحاد الأوروبي يجعل من الصعب تحقيق تلك الرؤية الطموحة. وبجانب ذلك يتعين على الاتحاد الأوروبي مواجهة تحديات تغير المناخ وبناء الطاقة النظيفة والصناعات الرقمية بما يسمح له بالتنافس مع القوى الكبرى الأخرى مثل الصين والولايات المتحدة.
قد تكون الصفقة الخضراء التي كانت أولوية الإنفاق المركزي للاتحاد الأوروبي خلال السنوات الأربع الماضية، تحت تهديد الآن بسبب الضغوط المالية العامة وعدم رغبة العواصم في تحمل المزيد من التزامات مالية. ويرى بعض الخبراء أن الحل الوحيد هو الاستناد إلى الموارد الخاصة وتشجيع الاستثمارات الخاصة في تحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي الخضراء.
على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه الاتحاد الأوروبي، فإن هناك آمل في تحقيق الرؤية المستقبلية للاتحاد من خلال تحريك القوى الاقتصادية والعسكرية ومنع الكوارث البيئية. ورغم أن المشهد قد يبدو محفوفًا بالمخاطر، إلا أن الاتحاد الأوروبي يبدو على استعداد للتحدي والسعي نحو مستقبل أفضل وأكثر استدامة.