انتقدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تقرير لها، عدم مبالاة الدولة تجاه العرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، حيث يعيش الكثير منهم تحت وقع الخوف والقلق، دون توفر مناطق محمية في منازلهم أو الوصول إلى الملاجئ العامة. وأشارت الصحيفة إلى أن عرب إسرائيل يعبرون عن استياءهم من هذا التعامل، حيث كشفت الحرب الأخيرة عن الفوارق الكبيرة في مستوى الحياة بين العرب واليهود، مما يظهر بوضوح الإهمال الحكومي وانعدام المساواة، خاصة في ما يتعلق بالبنية التحتية اللازمة للدفاع المدني.
ومن خلال إطار الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله، ذكرت هآرتس أن 19 من أصل 34 مدنياً قُتلوا في الشمال بسبب الصواريخ التي أُطلقت منذ بداية النزاع في أكتوبر 2023، كانوا من العرب. كما أشارت الصحيفة إلى مأساة أخرى وقعت في يوليو الماضي في مجدل شمس، حيث قُتل 12 طفلاً ومراهقاً بصاروخ سقط في ملعب لكرة القدم، مما أضاف إلى أجواء الرعب التي يعيشها أهالي تلك المنطقة، الذين لم يعودوا يشعرون بالأمان أو الاستقرار.
ونقلت هآرتس تصريحات والد أحد الأطفال الضحايا، حيث أشار إلى عدم توفر أي بنية تحتية للدفاع المدني في البلدة، منتقداً الحكومة بسبب الاستخفاف بحياة أطفالهم. وفي حوادث عنيفة أخرى، تعرضت قرية مجد الكروم في الجليل لصواريخ، مما أسفر عن مقتل امرأة وشاب، حيث أعرب رئيس مجلس القرية عن استيائه من عدم كفاءة السلطات وغياب الملاجئ الضرورية لحماية السكان.
وأوضحت الصحيفة أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الأرواح العربية للخطر في مثل هذه الظروف، إذ تم الإشارة إلى أن 44 مدنياً إسرائيلياً، بينهم 19 عربياً، قُتلوا خلال حرب لبنان الثانية في عام 2006. وأكد المعهد الإسرائيلي للديمقراطية على عدم توفير الحماية اللازمة للمواطنين العرب في الشمال، الذين يمثلون حوالي 51.6% من إجمالي عدد السكان العرب في إسرائيل، مما يدل على الفجوة الواضحة في الرعاية الحكومية بين المجتمعات اليهودية وغير اليهودية.
وأضافت الدراسة التي أعدتها الصحيفة أن 26% من المدنيين الإسرائيليين، بما في ذلك العرب، لم يكن لديهم مأوى مناسب في حالة الطوارئ، إذ لم تتوفر لهم غرف محمية أو ملاجئ في منازلهم. وبينما كانت النسبة في المجتمعات غير اليهودية تصل إلى 46.5%، يعتبر هذا إهمالاً واضحاً في تلبية احتياجات هؤلاء المواطنين. وفي معرض تعليقه على ذلك، قال المحامي أمير بشارات، المدير التنفيذي للجنة الوطنية لرؤساء الإدارات المحلية العربية، أن اليهود يحصلون على حماية تفوق 50 مرة مقارنة بأقرانهم العرب، مما يبرز التباين الكبير والمعاملة غير العادلة.
علاوة على ذلك، لم تقتصر التحديات على الشمال، بل يعاني المواطنون العرب في الجنوب أيضاً من نقص الحماية. إذ تناولت هآرتس حوادث مماثلة تعرضت لها مجتمعاتهم، مثل إصابة مواطنة عربية بجروح خطيرة في هجوم إيراني، مما يدل على أن القلق والإهمال يغلف حياة العرب الإسرائيلية بشكل عام، مما يستدعي النظر بشكل جدي في حقوقهم واحتياجاتهم.