فيما يدخل السودان عامه الثاني من الحرب التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع، يبدو أنه لا بارقة أمل لإنهاء الصراع الذي يهدد وحدته ونسيجه الاجتماعي. يقدر حوالي ربع عدد سكانه بين نازحين ولاجئين، ومع عدم وجود حل للأزمة وتصاعد المواجهات العسكرية، يخشى الخبراء والمراقبون من مستقبل قاتم للبلاد.
تتجه الحرب في السودان نحو سيناريوهات مظلمة في ظل تعقيدات الوضع، وقد رأى المفكر السوداني محمد محجوب هارون أن الأداء العسكري للجيش الوطني والقوى المساندة تحسن بينما تراجع أداء الدعم السريع والجماعات المساندة له. يعتقد هارون أن فرص الجيش الوطني في السيطرة على العاصمة الأكبر، لكن تحقيق سيطرة واسعة على أقاليم السودان سيكون أمرا صعبا.
من الناحية الخارجية، يشير هارون إلى أهمية العوامل الإقليمية والدولية في تأثير مسار الحرب في السودان، ويعتبر وجود عوامل تراشقية من أهم العوامل التي تضغط على البلاد للخروج من الأزمة. لكنه يعتبر أن العوامل الخارجية لا تتفق على موقف موحد، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدا.
على صعيد السياسة الخارجية، يشدد هارون على تأثير المعضلات الداخلية في تأزيم الأزمة، ويشير إلى أن العوامل السياسية والمدنية في السودان تواجه مشاكل تفاقمت نتيجة لسنوات الحكم العسكري والتشظي، مما أثر سلبا على الوضع.
يتساءل البعض عما إذا كان بإمكان حسم الحرب عسكريا، إلا أن تحقيق الاستقرار يتطلب حلا سياسيا ينبني على التفاوض بين الأطراف المتحاربة. ومن المحتمل أن تتجه الأزمة السودانية نحو سيناريوهات متنوعة، بما في ذلك التوصل لاتفاق سياسي طويل يحقق استقرار البلاد.
في الوقت الحالي، يظهر أن مستقبل السودان مظلم جدا وقد يكون الحرب الحالية مقدمة لسيناريوهات أكثر تعقيدا في المستقبل، مما يجعل الوضع أكثر استقرارا أمرا صعب المنال. ويبدو أن الانقسامات السياسية والاجتماعية قد أدت إلى اندلاع الصراع، بينما تزيد المواجهات العسكرية تعقيد الأزمة في البلاد.