في تقريرها عن الأحداث المأسوية التي مرت بها قاعدة ناحال عوز خلال الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تبرز صحيفة “وول ستريت جورنال” دور الجنديات الإسرائيليات في هذا الحادث الألييم، حيث تقدم تفاصيل مثيرة عن تحذيراتهن المستمرة لسلطات الجيش الإسرائيلي قبل وقوع الهجوم. على الرغم من تلك التحذيرات، لم يكن هناك استجابة كافية من قبل القيادة، مما لمع الطريق لمأساة أسفرت عن مقتل نحو 50 جندياً. يوضح التقرير أن الهجوم لم يكن مجرد حدث عابر، بل كان نتيجة إخفاقات استخباراتية متراكمة، مما أودى بحياة عدد كبير من الضحايا وترك آثاراً عميقة في المجتمع الإسرائيلي.

تتناول الكاتبة أنات بيليد الحالة الحرجة التي كانت تعيشها الجنديات قبل الهجوم، حيث كنّ يعملن في مراقبة الحدود طيلة ساعات اليوم. وتجدر الإشارة إليهن كجزء من وحدة متخصصة تضم نساء قمن برصد أي أنشطة غير عادية، خاصة تلك المتعلقة بحماس. ومع زيادة الأنشطة المشبوهة عند حدود قطاع غزة، كانت المراقبات تتردد على القيادة الإسرائيلية بتحذيرات متكررة، غير أن استجابة القادة كانت غير كافية، وهو ما عرض حياتهن للخطر.

تظهر الضغوط التي كانت تعيشها الجنديات بوضوح من خلال شهادات بعضهن، مثل روني ليفشيتز، التي رصدت تحركات مشبوهة وذكرت أنها قنعت بضرورة تبليغ قيادتها، ولكن لم تبلغها شيئاً عن عواقب تلك التحذيرات. يُبرز التقرير أن الضابط العسكري ينظر إلى المراقبين كمجرد حراس أمني، مما أدى إلى تهميش دورهم لفترة طويلة. بينما كان الموقف يتدهور عند الحدود، كانت هؤلاء النسوة يحاولن البقاء على معنوياتهن من خلال تعزيز أجواء العمل بإجراءات بسيطة مثل الطهي والرقص.

عندما انفجرت الأحداث فجر السابع من أكتوبر، وجدت الجنديات أنفسهن في مواجهة مباشرة مع المسلحين. يحكي التقرير عن كيفية فرارهن للملجأ، بينما اقتحم المسلحون القاعدة، مع عدم وجود خطط طوارئ فعالة لحماية المراقبين. في هذه الأثناء، اشتبكت الجنديات مع الوضع المأساوي حيث أُجبر البعض منهن على كتابة رسائل وداع لأحبائهن، في حين كان السقوط في الفوضى والأمل في النجاة يختلطان بشكل مأساوي.

بعد الهجوم، تبرز الجهود المبذولة من قبل عائلات الضحايا للتحقيق حول ما حدث، حيث بدأ والد إحدى الجنديات جهوداً خاصة للبحث عن ابنته المفقودة، مما يعكس شغف الأهالي بالحقيقة. أصبح من الواضح أنه كان هناك إهمال واضح في توفير المعدات الأساسية مثل طفايات الحريق، إضافة إلى عدم وصول فرق الإنقاذ بالسرعة المفترض بها، مما أدى إلى تفاقم مأساة الفقد.

الفشل الاستخباراتي الذي أدى إلى وقوع الهجوم كان أيضاً موضوع تقرير الكاتبة، إذ تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي قد عوّل أكثر على الحدود الشمالية للبلاد، مما منح حركة حماس فرصة مفاجئة للتوغل. المآسي الناجمة عن ذلك لم تمر مرور الكرام، حيث عبّر الأهالي عن احتياجاتهم لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة، وذلك للتحقق من المسؤوليات وتحليل الأخطاء المؤسسية بشكل شامل. يمثل هذا المطلب رغبة في ضمان عدم تكرار هذه الأحداث المأساوية مستقبلاً، وترسيخ حقائق الأمان للجنديات والمراقبين.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.