وصل الطالب الفلسطيني عبد الرحمن جمال حسنين الدغمة إلى الرباط في الأسبوع الماضي لاستكمال دراسته في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، بعد أن عاش في ظروف صعبة في غزة لأكثر من نصف عام بسبب العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023. وقد أدى هذا العدوان إلى سقوط أكثر من 143 ألف شهيد وجريح، علاوة على دمار واسع في المنازل والمستشفيات والمدارس، مما أثر سلباً على العملية التعليمية في القطاع. كان الدغمة قد درس في السنة الرابعة بالكلية التابعة لجامعة الأزهر، لكنه اضطر لمتابعة دراسته عن بُعد بسبب الدمار الذي طال معهدهم.

بينما كان الدغمة يواجه تحديات الحرب، استطاع أن يتواصل مع جامعة الأزهر بعد مغادرته إلى مصر، والتي بدورها عملت على تجهيز منح للطلاب لاستكمال دراستهم في المغرب. وفي الرباط، استقبل الدغمة مع زملائه في السكن الجامعي بترحيب حار، مما أعطاهم شعوراً بالأمل لبداية مرحلة دراسية جديدة وركيزة لإنجاز دراساتهم العملية في معهد الحسن الثاني. يعبر الدغمة عن حماسه للتعلم، رغم التحديات اللغوية التي قد تواجهه بسبب الدراسة باللغة الفرنسية.

في مناسبة خاصة أقيمت في الرباط، تم تنظيم حفل استقبال رسمي لثمانية طلاب فلسطينيين من قطاع غزة، وكانت بداية رمزية تعكس التضامن المغربي مع الشعب الفلسطيني. شارك في حفل الاستقبال عدد من الشخصيات الرسمية، فضلاً عن طلاب المعهد الذين قاموا بترحيب خاص بزملائهم الجدد. يتطلع الدغمة إلى الحصول على منحة لاستكمال دراساته العليا، آملاً أن يساهم في مهنة تخدم مجتمعه الفلسطيني بعد التخرج.

مدير معهد الحسن الثاني أكد أن هذه المبادرة تدل على التزام المغرب بدعم التعليم العالي الفلسطيني وتعزيز التبادل الأكاديمي بين الخارج ومعاهد المغرب. كما أشار مدير وكالة بيت مال القدس إلى أهمية هذه الخطوة في إطار التعاون والشراكة مع جامعة الأزهر، والتي تهدف إلى تعزيز صمود الفلسطينيين عبر تقديم الدعم في مجالات التعليم والصحة والإسكان.

تأسست وكالة بيت مال القدس في عام 1998 لتكون الذراع الميدانية للجنة القدس، وهي تسعى حالياً إلى تقديم المساعدات للطلاب الفلسطينيين في مختلف التخصصات، بما يسهم في تأهيلهم لدخول سوق العمل. تم قبول 11 طالباً من غزة لاستكمال دراستهم في الرباط، مما يعكس دعم المغرب المتواصل لطلبة التعليم العالي الفلسطينيين. يبرز الشرقاوي أهمية هذه المبادرات في تخفيف أثر العدوان على التعليم، مؤكدًا على حاجة المجتمع العربي والدولي للوقوف مع غزة.

تشير الإحصائيات إلى أن قطاع غزة يضم سبع جامعات، وقد تأثرت بشكل كبير من النزاع، حيث تعرضت العديد منها للدمار. أكدت جامعة الأزهر تقديم الدعم للطلاب بالتعاون مع وكالة بيت مال القدس، والتي عملت على ضمان استمرارية التعليم من خلال تقديم منح ودعم تقني. هذه المبادرات تُعتبر بارقة أمل للطلاب، وتعكس أهمية التعليم كسلطة مقاومة في وجه التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version