مواجهة الصحفيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية في ألمانيا تزداد تحدياتها، حيث تم إعفاء المذيعة السورية هيلين فارس من إدارة برنامج حواري في إذاعة وتلفزيون SWR في جنوب غرب ألمانيا، بسبب مواقفها السياسية المتطرفة تجاه إسرائيل. وبالرغم من شهرتها على منصة “إنستغرام”، فإن القناة اتهمتها بتجاوز مبدأ الحياد وتأثيرها على الاستقلالية من خلال نشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي.

على الرغم من تأثير حملة الإعلام الداعم لإسرائيل في تسريع القرار بطرد هيلين فارس، إلا أنها أبدت استغرابها من عدم قيام القناة بالاتصال بها أو الاستماع إلى وجهة نظرها قبل اتخاذ القرار. وبينما تواجه الصحفيين المتعاطفين مع القضية تهديدات بفقدان وظائفهم، يعبرون عن رفضهم للصمت على الإبادة الحالية التي تمر بها الفلسطينيين في غزة.

تصنف حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) في ألمانيا على أنها جهة معادية للسامية، ما يربط بين مقاطعة البضائع الإسرائيلية وسياسات النازية. في حين يرفض داعمو الحركة هذا التصنيف، مؤكدين أن المقاطعة تهدف لوقف الاحتلال وليست موجهة ضد أي دين. ورغم قرارات المحاكم الألمانية التي نقضت تجريم الحركة، تبقى الضغوط الرامية لإصدار قرارات حاسمة على المؤسسات العامة في ألمانيا.

تعتبر الجدل حول فلسطين وإسرائيل في ألمانيا أمراً حساساً بسبب التاريخ النازي، مما يؤثر على التغطية الإعلامية المتوازنة. وبالرغم من الضغوط التي تواجهها المؤسسات الإعلامية من وسائل الإعلام اليمينية الكبيرة، يبقى تبنيها لمواضيع الضغط على المؤسسات تحدياً كبيراً.

تشهد ألمانيا حالات عديدة لطرد الصحفيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، منها طرد المذيعة الألمانية الفلسطينية نعمة الحسن والصحفي الألماني-النيجيري مالكوم أوهانوي بسبب آرائهم السياسية. يظل الصمت عن الانتهاكات الحالية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة سبباً لتوتر وجدل دائم بين الصحفيين المتعاطفين مع هذه القضية.

بالرغم من التهديدات والضغوط التي يواجهها الصحفيون المتعاطفون مع الفلسطينيين في ألمانيا، إلا أن بعضهم يبقى ملتزماً بالنضال من أجل حقوق الإنسان والحرية. ورغم تباين الآراء حول مقاطعة إسرائيل والتوازن في التغطية الإعلامية، يستمر الصحفيون في التعبير عن مواقفهم بشجاعة وإصرار.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version