يُعاني مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة من وضع كارثي جراء القصف المستمر الذي تتعرض له المنشأة منذ بداية الهجوم الإسرائيلي قبل شهر. هذا المستشفى، الذي يُعد شريان حياة لنحو 300,000 نسمة في المنطقة، تعرض للاستهداف من قبل الجيش الإسرائيلي 14 مرة، وفقًا لتصريحات مدير المستشفى، حسام أبو صفية. الرجل الذي يرافع عن بقاء المستشفى يعمل، حتى وإن بشكل جزئي، يتميز بصوته المتعب والذي يعكس معاناته وقلقه. في سياق متصل، يصف الوضع في المستشفى بأنه مأساوي، حيث تمت الإشارة إلى تضرر جميع أقسام المستشفى نتيجة الضربات، وتعرض الطابق الذي يحتوي على الأدوية للاحتراق، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بوحدة غسيل الكلى.
تعكس شهادات الأطباء الوضع الصعب الذي يعيشونه، حيث أجبر بعضهم على نقل الأطفال إلى الطابق السفلي هربًا من القصف. حالة من اليأس وعدم الفهم تسيطر على الأطباء الذين يسألون كيف يمكن استهداف مستشفى يُعد ملاذًا آمناً للجرحى. وكأنهم في عملية تطهير، يتعرض السكان لهذا الهجوم الشرس والذي يهدد نظامهم الصحي بالكامل. المستشفى قبل الهجوم كان يستقبل أكثر من 600 مريض ومرافق، ولم يعد بإمكانه استيعاب سوى 145 مريضًا بعد أن تقلص الفريق الطبي بشكل كبير بسبب التهديدات المستمرة.
في ظل التطورات الصعبة، تعرض المستشفى لمداهمة من قبل الجيش الإسرائيلي، حيث تم اعتقال عدد كبير من طاقم العمل واحتجازهم لفترة دون معرفة مصيرهم. الموقف في المستشفى يزداد سوءًا مع قلة الموارد ونقص المعدات الطبية، ما يجعله في حاجة ماسة إلى المساعدات المحلية والدولية. الأطباء يتحدثون عن فقدان مرضى يوميًا بسبب نقص الإمكانيات، ودعوات حسام أبو صفية تتعالى للحصول على الدعم والعون قبل أن يُفوت الأوان.
كما يُعبر الأطباء عن مشاعرهم تجاه الوضع الإنساني المتدهور في المستشفى، والذي يُعتبر الملاذ الوحيد للجرحى. يستذكر أبو صفية مآسي عائلته، حيث فقد ابنه خلال الغارات، وهو أمر يزيد من الضغط النفسي الذي يعاني منه. يُشير طبيب الطوارئ في منظمة الصحة العالمية إلى نجاحهم في إجراء بعض عمليات نقل المرضى، لكن ما يزال الوضع حرجًا، ويتطلب المزيد من الاهتمام والمساعدة.
تتجلى معاناة الأمهات والأسر في هذه الظروف القاسية، وأيضًا يُظهر الشهادات كيف أن القصف لم يُؤثر فقط على المرافق الصحية، بل على الروح البشرية. مها رضوان، أم فقدت منزلها وجزءًا من عائلتها، تُجسد معاناة النساء والأطفال في هذا الصراع. تتساءل عن مستقبلها في ظل عدم استقرار الأوضاع، حيث عانت من مشهد الدمار الذي خلفه القصف، مما يُبرز الحاجة الملحة لمزيد من الدعم الإنساني.
بالنظر إلى الظروف المعيشية والصحية، يُعتبر الوضع في مستشفى كمال عدوان جرس إنذار للعالم حول ما يحدث في غزة. فالصراع المستمر يؤثر بالدرجة الأولى على الفئات الأضعف، ونقص الموارد والضغوط جراء العمليات العسكرية تُهدد أكثر من مجرد البنية التحتية، بل قد تدمر أيضًا مستقبل الأجيال القادمة. لهذا، يبقى الأمل معلقًا على استجابة المجتمع الدولي لمساعدتهم قبل أن تتفاقم الأوضاع الإنسانية وتخرج عن السيطرة.