بعد تسعة أشهر من الحرب والتجويع، يواجه سكان قطاع غزة الآن صيفًا ملتهبًا، حيث يضطرون للانتقال من مخيماتهم إلى مراكز إيواء بحثًا عن البقاء على قيد الحياة. يحتاجون إلى الماء بشكل يومي، ويعتبرون الحصول عليه أمنية، بينما يعتبرون الماء المثلج نعمة تحلم بها الكثير منهم.
سكان غزة يخرجون في الصباح الباكر بعبوات المياه الفارغة لملءها من نقاط التوزيع، حيث ينتظرون ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة من أجل شرب الماء وريّ ظمئهم. الثلج الملون أصبح الشراب السائد في شوارع غزة، حيث اختفت المرطبات والعصائر الطبيعية من الأسواق.
انعدام الغذاء أيضًا يسبب صعوبات للسكان، حيث تختفي طبخات الصيف التقليدية وترتفع أسعار الخضروات والفاكهة، مما يجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة للسكان. تعزو نقص الإنتاج وقلة المواد الغذائية إلى صعوبات الوصول إلى الأراضي الزراعية ونقص الوقود والمواد الزراعية.
مع بدء العطلة الصيفية، يشعر العديد من الأمهات في غزة بالحزن حيث يفتقدون الإمكانية لتخطيط النشاطات الصيفية لأطفالهم بسبب الحرب والظروف الصعبة التي يواجهونها. الحرب لم تأتِ فقط بالمشقة الجسدية، بل كسرت أيضًا أواصر الشعور بالمجتمع والعائلة وأحلام الأطفال في الاستمتاع بالعطلة الصيفية.
رغم الصعوبات التي يواجهونها، يحاول السكان الفلسطينيون في غزة الاستمتاع بالشواطئ والترويح عن أنفسهم خلال فصل الصيف. يتجمعون على شواطئ بحر غزة للاستمتاع بالبحر ولقضاء وقت ممتع مع أحبائهم. يصارعون من أجل البقاء والاستمرار رغم الصعوبات، ويبحثون عن نوع من الهدوء والراحة في تلك الظروف القاسية.
بينما تبقى أشعة الشمس تسمر السماء، يتوجه السكان في غزة بتفاؤل نحو بداية يوم جديد خالٍ من القتل والجوع والخوف. يتمنون أن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية ويجتمعون بأحبائهم، راجين السلام والاستقرار في وطنهم المضطرب. تظل هذه الأمنية محور تفاؤلهم وتحملهم خلال الظروف القاسية التي يواجهونها.