الحملة الرئاسية لعام 2024 للرئيس الأمريكي جو بايدن تشهد اختبارًا قويًا لقدرته على التصدي لقضايا الأمن القومي، خصوصًا في ظل هجوم إيران على إسرائيل باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ. في هذه اللحظات الحرجة، يحاول بايدن إظهار صورته كزعيم قوي يمكن الاعتماد عليه، وهذا يأتي في ظل شكوك الناخبين بقدرته الذهنية بسبب سنه الكبير قبل الترشح لولاية ثانية.

ويجد بايدن نفسه متورطًا في سياسة خارجية تحت المجهر العام، مع تراجع شعبيته أمام منافسه السابق دونالد ترامب وفقًا لاستطلاعات الرأي. وعاد بايدن على وجه السرعة من عطلة نهاية الأسبوع لقيادة مواجهة الهجوم الإيراني على إسرائيل، حيث نشر صورة له وهو يترأس اجتماعًا للأمن القومي في البيت الأبيض، مؤكدًا التزامه بأمن إسرائيل ضد تهديدات إيران ووكلائها.

وفيما أشارت إدارته إلى الدعم الأمريكي الواسع لإسرائيل في وجه الهجمات الإيرانية، وجدت نفسه تحت ضغط من الجمهوريين الذين هاجموه بسبب عدم تبنيه لقرار مجلس الأمن بوقف العنف في غزة. وزاد الضغط على إدارته لزيادة دعمها لإسرائيل، فيما حذر ترامب بايدن من ازدياد الأعمال العدائية، محاولًا ربطه بهجمات إيران على إسرائيل.

وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن الصراع في الشرق الأوسط قد أثر سلبًا على شعبية بايدن، حيث شعر نصف الناخبين الديمقراطيين بأنه لم يكن صارمًا بما يكفي مع إسرائيل، بينما انقسمت آراءهم حيال أداءه خلال الصراع في غزة. وهذه التحديات تضع بايدن في موقف حاسم في سباقه الرئاسي، خاصة أن الناخبين المستقلين والجمهوريين يشككون في فعالية أدائه تجاه الصراع.

وعلى الرغم من كل التحديات، يظل بايدن يحاول إبراز دوره كزعيم قوي قادر على حماية مصالح الولايات المتحدة وحلفائها. وبينما يستمر الصراع في منطقة الشرق الأوسط في التصاعد، يبدو أن المشهد السياسي الأمريكي سيشهد تصاعدًا آخر في الأيام القليلة المقبلة، وسط تحولات هامة قد تحدد مستقبل البلاد وسياستها الخارجية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.