شكل هجوم المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 نقطة تحول هائلة في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث أسقط هذا الهجوم الرواية الإسرائيلية التي استمرت لأكثر من 70 عاماً. لم يكن الهجوم مجرد عمل عسكري، بل تحول إلى رمز لنضال الفلسطينيين ضد الاحتلال، مما دفع العديد من المراقبين إلى إعادة تقييم السياق التاريخي والسياسي للصراع. ورغم أهمية الحدث، سارع بعض وسائل الإعلام الغربية إلى تقديم روايات مضللة تربط كفاح الفلسطينيين بجرائم لم يرتكبوها. ويرى كثيرون أن هذه الروايات ما هي إلا تكرار للحجج القديمة التي تهدف إلى تبرير الاحتلال والانتهاكات بحق الفلسطينيين.
في ظل هذه الأجواء المتوترة، تسلط الضوء على حالة التخاذل التي تعيشها بعض الدول العربية، إلى جانب صفقات التطبيع السرية التي أبرمت مع إسرائيل. يفصل الإعلامي ماجد عبد الهادي، في تقريره، كيف أثرت هذه التطورات على العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، حيث أصبحت بعض الدول العربية تدعم السياسات الإسرائيلية بشكل غير مباشر. هذا الوضع، الذي يفتقر إلى الشفافية، يثير تساؤلات حول المصداقية والأخلاق في السياسة الدولية.
وعلى الجانب الآخر، وقفت القوى الغربية خلف الحكومة الإسرائيلية في ممارستها العسكرية على غزة، حيث قدمت الدعم اللوجستي والعسكري. يتجاهل المجتمع الدولي، بما في ذلك الحكومات الغربية، المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني، وصرخات الضحايا من النساء والأطفال. بدلاً من ذلك، يُنظر إلى القضية من منظور استراتيجي ضيق يأخذ في الاعتبار المصالح السياسية والاقتصادية التي غالبًا ما تتعارض مع حقوق الإنسان الأساسية.
غابت قصص الضحايا الفلسطينيين عن وسائل الإعلام العالمية التي تتأثر بالتحيزات العنصرية، مما جعلها تميل إلى تقديم الروايات التي تدعم الأجندات السياسية المشكوك في نزاهتها. يثير ذلك القلق لدى الكثيرين حول توجيه الإعلام الغربي، والذي غالبًا ما يكون محكومًا بأجندات معينة. بينما تُعتبر الحرب العالمية الثانية من أكثر الحروب دموية، فإن ما يحدث في غزة يفتح الأعين على العنف المستمر والمأساوي الذي يتعرض له الفلسطينيون، مما قد يُعيد كتابة الإحصائيات المأساوية بشكل جديد.
إن التغطية الإعلامية المنحازة تساهم في استمرار الصراع، حيث تخلق بيئة من عدم المساواة في نقل الحقائق. في الوقت الذي تُعتبر فيه بعض الأحداث بمفردها مأساوية بشكل خاص، يبدو أن هناك عدم توازن صارخ في كيفية تناول معاناة الشعب الفلسطيني في الإعلام. يجب على وسائل الإعلام أن تأخذ على عاتقها مسؤولية تقديم القصة الكاملة، بما في ذلك سرد معاناة الضحايا، بدلاً من تكرار الروايات التقليدية التي تُعزز الاحتلال وتبرر العنف.
أخيرًا، يشير العديد من المراقبين إلى أن أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول قد تكون بداية فترة جديدة من التغيير في الخطاب حول القضية الفلسطينية. العودة إلى التوازن في الروايات وتقديم المعلومات الدقيقة سيظل أمراً محوريًا في تحقيق العدالة والسلام. إن تغيير هذه الروايات قد يؤثر أيضا في تكوين الرأي العام العالمي حول القضية الفلسطينية، مما يعزز من فرص تحقيق حقوق الفلسطينيين في المستقبل.