أكد الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي للانتخابات، دونالد ترامب، أنه هدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال محادثة سابقة بشن ضربة قوية على “قلب موسكو اللعينة” إن استهدفت روسيا أوكرانيا. جاء هذا التصريح في إطار مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال”، حيث زعم ترامب أنه خلال فترة رئاسته، تحدث مع بوتين عن إمكانية استهداف موسكو في حال حدوث أي اعتداء على أوكرانيا. وقد اعتبر الكرملين أن هذه التصريحات تصب في إطار الحملات الانتخابية الأميركية، حيث تحليلات الكاتبة الروسية آنا غروموفا أكدت أن ردود الفعل الروسية كانت تتسم بالحذر.
من جهته، نفى ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ما ورد في تصريحات ترامب، واصفاً إياها بأنها “اختلاق”. وفي تعقيب على الموضوع عبر حسابه في منصة إكس، أشار ميدفيديف إلى أن ترامب معروف بتوجهه للحذر أثناء المفاوضات، وأن ما قاله عن الاستعداد للهجوم على موسكو ليس سوى زلة لسان. وأكد أن هناك ردة فعل واحدة على تلك التصريحات من الولايات المتحدة، وهي أن واشنطن ستتعرض للهجوم أيضاً.
ترامب خلال حديثه، أشار إلى أنه ذكر لبوتين بأنه في حال استهداف أوكرانيا ستتخذ الولايات المتحدة إجراءً فوريًا. وقد أوضح كذلك أن بوتين رد عليه بالقول “ذلك غير ممكن”، مما أساء فهمه ترامب وأكد له من جهة أخرى أن الأمر ممكن. ورغم أن ترامب لم يحدد تاريخ المحادثة، إلا أنه تطرق على العلاقات المتميزة التي تربطه بالرئيس الروسي، معربًا عن إعجابه بشخصيته.
كما تناول ترامب في حديثه تفاصيل أخرى عن اجتماعه مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في منتجع مارالاغو بفلوريدا، حيث ذكر أنه بادر بإخباره عن توجيه ضربة جوية ضد قاعدة الشعيرات في سوريا. وقد تجلت أهمية توقيت هذه الأحاديث بالنسبة للكرملين، الذي اعتبرها تصريحات غير مسؤولة تأتي في إطار الحملة الانتخابية الأميركية.
وفي سياق التفاعل مع تصريحات ترامب، شدد السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، على ضرورة التحفظ وعدم الكشف عن المحتويات الأساسية للمحادثات بين قادة الدول. ولفت بيسكوف إلى أن العديد من التصريحات القادمة من ترامب تحمل طابع الإثارة وتهدف إلى التأثير على المشهد الانتخابي.
كما أضافت النائبة الأولى لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما، سفيتلانا زوروفا، أن هذه التصريحات قد تكون جزءاً من استراتيجيات الانتخابات، مع اعترافها بأن هناك خبراء تقنيين يعرفون عواقب مثل هذه التصريحات. وأكدت زوروفا أن ترامب يسعى لإظهار قوته في المفاوضات مع الاحتفاظ بعلاقات جيدة فيما يخص القضايا المطروحة، خاصة في ظل الصراع القائم بين روسيا وأوكرانيا.
