ذكرت صحيفة نيزافيسيمايا الروسية أن هناك تشكيك من إيران في استعداد الحكومة السورية لعقد صفقة محتملة مع الغرب، مما جعل دمشق تتبنى موقفا معتدلا نسبيا في الصراع القائم في قطاع غزة. وبعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قنصلية ايرانية وأودت بحياة ضباط كبار، ظهرت مؤشرات على انقسام بين إيران وسوريا. تقول المصادر إن هذا الهجوم والحرب على غزة أثر سلبا على العلاقات بين إيران وسوريا، حيث تشك إيران في موقف دمشق الحيادي بهدف كسب ثقة الدول الغربية.
وفي إطار هذا الإشكال، بدأت إيران في التخطيط لتقليص المساعدة المقدمة للنظام السوري وإجلاء عناصر الحرس الثوري الإيراني من سوريا. تقرر نقل مقرات الحرس الثوري من ضواحي دمشق إلى المناطق المجاورة للبنان بسبب شكوك إيران في عدم اهتمام النظام السوري بسلامة ضباطها. وما زالت إيران تحقق في تفاصيل الهجوم على قنصليتها في دمشق، خاصة مع عقد اجتماع مهم لقادة إيرانيين في تلك الفترة.
ويعود هذا الصدام بين إيران وسوريا إلى الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية ومقتل قادة كبار في الحرس الثوري. عقب الهجوم، أكدت الولايات المتحدة أنها ليست لها علاقة بالهجوم، في حين توعدت إيران بالرد على إسرائيل واستدعت القائم بأعمال السفارة السويسرية لإيصال رسالة إلى واشنطن. وفي أبريل 2024، أطلقت إيران هجوما عسكريا مباشرا على إسرائيل، وأعلنت تنفيذها لهجوم بصواريخ باليستية من أراضيها.
أعلنت إسرائيل أنها صدت معظم الصواريخ الإيرانية، بينما ذكر التلفزيون الإيراني أن نصف الصواريخ أصابت أهدافها. ومع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، تظهر علامات على تزايد التوتر بين إيران وسوريا أيضا، حيث تشك إيران في تحالف دمشق مع الغرب. وهذا الصدام الداخلي بين الدول المتحالفة في المنطقة يزيد من عدم الاستقرار والتوتر ويشكل تهديدا على استقرار الشرق الأوسط بشكل عام.
بسبب التوتر المتزايد وتصاعد الصدامات بين إيران والدول الغربية وإسرائيل وسوريا، يزداد خطر حدوث صراع مسلح في المنطقة. وبينما تلتزم الولايات المتحدة بدعم إسرائيل، تزداد التوترات والاشتباكات في الشرق الأوسط. وسط هذه الأجواء المشحونة بالتوترات والصدامات، يصبح التهدئة والتسوية السلمية أمرا أساسيا لتجنب دمار المنطقة وحدوث كارثة إنسانية جديدة.