كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، نقلا عن القناة 12 الإسرائيلية، أن النقص الحاد في مرافق الاعتقال أجبر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشين بيت) على تجنب اعتقال العديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية. وأفادت الصحيفة بأن رسالة بهذا المعنى بعث بها الشين بيت إلى الحكومة والقادة السياسيين يوم الجمعة، مبينة أن نقص مرافق الاعتقال أحبط أكثر من 30 عملية اعتقال في الضفة الغربية الأسبوع الماضي بسبب اكتظاظ السجون بالمعتقلين. وأشارت الرسالة إلى أن “مستوى التهديد المرتفع يستدعي إجراءات وقائية واسعة النطاق تؤدي إلى اعتقالات متكررة”، محذرة في الوقت نفسه من أن النقص المستمر في مرافق الاعتقال سيزيد من مستوى التهديد على الأرض.

وأوضحت تايمز أوف إسرائيل في تقريرها أن رئيس الشين بيت، رونين بار، أبلغ وزراء الحكومة في مارس/آذار الماضي، أن الجهاز قد أفرج عن حوالي 40 فلسطينيا من الاعتقال الإداري قبل الموعد المحدد لإفساح المجال لمعتقلين من مستوى تهديد أعلى. وذكرت الصحيفة أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عبر عن استيائه من هذه الخطوة وطالب بالإفراج عن المعتقلين الإداريين اليهود في حالة نقص المساحة. وأشارت الصحيفة إلى أن تصاعد وتيرة الاعتقال الإداري جاء في إطار الحرب الدائرة على قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن قوات الأمن الإسرائيلية اعتقلت نحو 3850 مطلوبا فلسطينيا في جميع أنحاء الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. وأوضحت أن هذه الحملات الأمنية تأتي في إطار جهود مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن في المنطقة. وقد أدى النقص الحاد في مرافق الاعتقال إلى عدم تنفيذ عدد كبير من عمليات الاعتقال المخطط لها، مما يزيد من خطر انتشار الإرهاب والعنف على الأرض.

وأكدت تقارير أخرى أن الوضع الأمني المتوتر في المنطقة يستدعي التحرك السريع والفعال من قبل الجهاز الأمني الإسرائيلي لمنع وقوع حوادث أمنية جديدة. ورغم الإجراءات الوقائية التي يتخذها الشين بيت، يبقى النقص في مرافق الاعتقال تحديا كبيرا يؤثر سلبا على قدرته على التحرك بفاعلية في ظل التهديدات المستمرة. ويعد الإفراج عن المعتقلين الإداريين جزءا من استراتيجية الجهاز لتخفيف الضغط على السجون وإيجاد المساحة اللازمة للعمليات الأمنية الحرجة.

وفي ظل هذا السياق، يبقى التعامل مع تلك التحديات الأمنية الحرجة مسؤولية كبيرة تتطلب تنسيقا وتعاونا واسعين بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والحكومة لضمان استمرارية الجهود الأمنية الرامية للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. ويتطلب الوقت الراهن تبادل الخبرات والمعلومات وتعزيز التعاون الأمني المشترك لمكافحة التهديدات الأمنية المستمرة التي تواجه إسرائيل والمنطقة بشكل عام.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.