سلطت صحيفة “إل كونفيدنسيال” الإسبانية الضوء على التطورات الأخيرة في الصراع بين حزب الله وإسرائيل، حيث أعلن حزب الله دخوله “مرحلة جديدة” من المواجهة مع إسرائيل، مستعملاً للمرة الأولى صواريخ دقيقة التوجيه. وقد أشار التقرير إلى أن الحزب تمكن من إلحاق خسائر كبيرة بالقوات الإسرائيلية، خصوصاً خلال هجوم استهدف قاعدة عسكرية في بنيامينا، مما أدى إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين. كما أكدت الصحيفة أن حزب الله يُظهر استعداده التام لمواجهة أي توغل إسرائيلي نحو جنوب لبنان، رغم نشر إسرائيل لأكثر من 70 ألف جندي وعشرات المركبات المدرعة في المنطقة.
في الأيام الأخيرة، شهدت المنطقة تصعيداً كبيراً في وتيرة المواجهات، حيث أفادت التقارير بمقتل عشرة جنود إسرائيليين وإصابة أكثر من 150 آخرين. ومن جهة أخرى، أعلن حزب الله عن تدمير عدة دبابات إسرائيلية وآليات عسكرية أخرى، في تعبير عن قوته العسكرية وقدرته على مواجهة الجيش الإسرائيلي في مجالات متعددة، سواء على الحدود أو في العمق الإسرائيلي.
كما أوضحت الصحيفة أن حزب الله قد زاد بشكل ملحوظ من هجماته الصاروخية، مُستهدفًا قواعد إسرائيل العسكرية باستخدام صواريخ متطورة وطائرات مسيرة. وأكد الحزب أنه أسقط طائرتين مسيرتين من طراز “إلبيت هيرميز 45″، وأعلن عن ارتفاع حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 55، مع تدمير ما لا يقل عن 20 دبابة و4 جرافات ومركبات مدرعة.
تزامن إعلان حزب الله عن دخوله مرحلة جديدة من الصراع مع اغتيال زعيم حركة حماس، يحيى السنوار. وأصبح السنوار هدفًا رئيسيًا لإسرائيل خلال السنوات الأخيرة، كونه العقل المدبر للعديد من العمليات. وقد زادت الضغوط على المقاومة الفلسطينية منذ بدء الأحداث الأخيرة، مما دفع حزب الله للقيام بعمليات عسكرية متعددة، بالتزامن مع الاحتجاجات والمواجهات العنيفة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
تاريخيًا، بدأت المواجهات بين حزب الله وإسرائيل تتزايد منذ عام, وذلك بعد أن أطلق حزب الله قذائف باتجاه الأراضي الإسرائيلية دعمًا للفلسطينيين خلال أحداث “طوفان الأقصى”. وقد أسفرت الأعمال العدائية عن حصيلة مأسوية، حيث توفي أكثر من 42 ألف شخص في غزة، إضافة إلى حوالي 750 في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
في هذه المرحلة، أطلقت إسرائيل عملية برية في لبنان في الأول من أكتوبر، مشيرة إلى أنها عملية “انتقائية ومحدودة” تستهدف تنظيمات وأهداف حزب الله، في أعقاب سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق في العاصمة بيروت. هذه التحركات تشير لما يمكن أن تكون بداية لجولة جديدة من النزاع بين الطرفين، وسط أوضاع إنسانية صعبة وعواقب مدمرة للمدنيين في المنطقة.