سلطت العديد من الصحف والمواقع العالمية الضوء على تدهور الوضع الصحي والإنساني في لبنان وقطاع غزة، حيث يُعاني كلا الاتجاهين من تداعيات العدوان الإسرائيلي المتواصل. وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أننا نشهد انسحابًا مستمرًا للمستشفيات والمراكز الصحية في لبنان من الخدمة، إما نتيجة للأضرار التي تسببت بها الهجمات الإسرائيلية أو بسبب فرار الكوادر الطبية بحثًا عن الأمان. وقد عبرت الأمم المتحدة عن قلقها المتزايد من تفاقم الأوضاع الصحية، حيث يتزايد الضغط على المستشفيات المتبقية في ظل استمرار الصراع.

وأفادت صحيفة “غارديان” بتصريحات ضابط إيرلندي سابق في قوات حفظ السلام، حيث حذر من تكرار إسرائيل لما فعلته عام 1996 في لبنان، عندما استهدفت مواقع الأمم المتحدة. وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي ارتكب العديد من الانتهاكات منذ بداية العمليات العسكرية على غزة، مما يُشعره بأن الوضع في لبنان سيكون مشابهًا لما يحدث في غزة من حيث سقوط الضحايا الأبرياء. هذه المخاوف تنذر بتعقيد الأوضاع الإنسانية أكثر في المنطقة.

من جانبها، اعتبرت “جيروزاليم بوست” أن وضع غزة كساحة ثانوية للقتال لن يحل المشكلة بل سيزيد من تعقيدها، ودعت إلى ضرورة وقف القتال لإيجاد تسوية عادلة تُرضي العائلات المتضررة من النزاعات في كلا الجانبين. وقد أشار المقال إلى أن الوضع الحالي يعيد الإسرائيليين إلى موقع الاحتلال، مما يعطل أي أفق للسلام في السنوات القادمة، ويعكس نية إسرائيل في استمرارية الوضع المتأزم.

وأفاد تقرير “هآرتس” بحالة الانفجار في أزمة الجوع شمال غزة، حيث يتزايد الإحساس بين السكان الذين يرفضون النزوح عن مناطقهم بأن نقص الغذاء أصبح جزءًا من السياسة الإسرائيلية. وأبرزت الصحيفة أن المساعدات الإنسانية لا تصل إلى المدنيين في الشمال، مما ساهم في تدهور الأوضاع المعيشية، وظهور نقص واضح في المواد الأساسية مثل مياه الشرب والطعام.

وفي تقرير آخر، سلطت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الضوء على انتشار تعاطي المخدرات بين الإسرائيليين خلال فترة الحرب في غزة. وأظهرت بيانات المركز الإسرائيلي للإدمان أن معدلات تعاطي المواد المخدرة قد ارتفعت إلى 25%، وهو ما يعد مؤشرًا قويًا على تأثير الضغوط النفسية الناتجة عن الصراع. وتعتبر هذه النسبة ثابتة إلى حد ما مقارنة بالعام الماضي، مما يُشير إلى تأثير الحرب المستمر على الصحة النفسية للمجتمع.

في مجمل الأمر، تُظهر التقارير المتعددة من مختلف المصادر الدولية الخطر المتزايد للوضع الإنساني والصحي في لبنان وغزة، في الوقت الذي تُتخذ فيه خطوات عملية لتعزيز الأمن على حساب حقوق الإنسان. تتداخل الأزمات اليومية من جوع وحرمان من العلاج الصحي، مما يستدعي تدخل المجتمع الدولي للوصول إلى حلول دائمة تضع حداً للمعاناة التي يعيشها الناس نتيجة الصراعات المستمرة. المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الفوري لاحتواء الأوضاع المزرية وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لكلا الجانبين.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version