تحتل الأحداث الجارية في قطاع غزة وخصوصا استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مكانة بارزة في اهتمام الصحف العالمية. تطرقت المقالات إلى تداعيات هذا الحدث على الحركة والحرب المستمرة، بالإضافة إلى ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة. تساءل أحد المقالات في صحيفة “جيروزاليم بوست” عن تأثير مقتل السنوار على سياق الحرب، وما إذا كان ذلك سيشكل تهديدًا إضافيًا لحياة الأسرى المحتجزين. في الوقت نفسه، سلّط الكاتب الضوء على التاريخ الغني لحركة حماس في مواجهة القادة القتلى، مشيرًا إلى أن هذه العمليات لم تؤدِ إلى القضاء على الحركة أو إنهاء نشاطاتها.

إلى جانب ذلك، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل السنوار في حي تل السلطان برفح، واعتبرته تل أبيب بأنه كان أحد المهندسين الرئيسيين لعملية “طوفان الأقصى”. وفي هذا السياق، تحذّر بعض الإحصائيات من أن مقتل السنوار قد يفتح المجال للأسئلة حول كيفية التعامل مع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين وكيف يمكن لخليفته استخدام هذا الملف كورقة ضغط على إسرائيل. ودعا الخبراء في المقالات المختلفة إلى أهمية التفكير في طرق سريعة لدفع جهود وقف إطلاق النار وضمان عودة الأسرى المحررين في الوقت المناسب.

وفي تفاصيل الجانب العسكري، تناولت صحيفة “غارديان” الدعم العسكري الذي يتلقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رغم تخطيه للعديد من الخطوط الحمراء. وتحدثت عن تجاوز نتنياهو للمخاوف الأميركية، وكيف استطاعت إسرائيل تأمين الأسلحة التي تحتاج إليها، في وقت ترفض فيه الإدارة الأميركية تفشي الصراع إلى لبنان. كما بيّن المقال أن هذا السلوك قد تمثل في إعلان نتنياهو عن شن حرب جديدة تزامنًا مع نشر الولايات المتحدة لمنظومة ثاد الدفاعية في المنطقة، مما يزيد من التوترات.

أفردت صحيفة “فايننشال تايمز” مجالاً لتحذيرات الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية بشأن نفاد الغذاء شمال غزة في فترة وجيزة، مما يزيد من القلق الدولي حول الوضع الإنساني المتدهور. وقد أشار مدير برنامج الغذاء العالمي إلى أن الإمدادات في المنطقة قد تنفد قبل انتهاء المهلة الممنوحة لإسرائيل، مما يتطلب تدفقًا كبيرًا من المساعدات الدولية لحل الأزمة. يُظهر هذا التحذير الحاجة الملحة إلى تجاوز القيود التي تعرقل وصول المساعدات إلى المتضررين.

كما تناولت صحيفة ميديا بارت الفرنسية معاناة اللبنانيين من أسلوب إسرائيل في إدارة عملياتها العسكرية، مشيرة إلى أن هذه العمليات تذكّرهم بأيام الاحتلال. إلّا أن بعض الشهادات تشير إلى أن الهجمات تستهدف جميع الفئات بما في ذلك المدنيين وعمال الإغاثة، وهو ما يعكس تفشي العنف وعدم التمييز في الهجمات. هذه التصريحات تعكس القلق المتزايد بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في سياق النيران المتبادلة.

وأخيرًا، تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” النقاش الدائر في واشنطن حول قدرة الولايات المتحدة في التعامل مع صراع جديد، مع مواصلة تدفق المساعدات العسكرية إلى إسرائيل وأوكرانيا. يتزايد القلق حول ما يمكن أن يؤدي إليه تركيز الولايات المتحدة على النزاعات المستمرة في الشرق الأوسط، مما قد يحد من الردود العسكرية والأمنية اللازمة في مناطق أخرى مثل المحيط الهادئ. هذه الديناميكيات تشير إلى شبكة معقدة من التوترات القابلة للانفجار، والتي تضع دولًا عديدة في مواقع مختلفة من التأثير والنفوذ.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.