تواصل الصحف والمواقع العالمية تغطيتها لتداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان وتركز اهتمامها على التوترات المحتملة بشأن المنشآت النووية الإيرانية، خاصة في ضوء الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. يشير مقال في مجلة إيكونوميست البريطانية إلى أن إسرائيل لا تزال تعّول على استهداف المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في إطار هجماتها الأخيرة التي ركزت على تدمير أنظمة الدفاع الإيرانية. هذه الخطوة تأتي في وقت تجد فيه طهران صعوبة في إعادة بناء دفاعاتها بسبب كون روسيا مشغولة بحربها في أوكرانيا. وفي ظل هذه الظروف، قد يكون فوز دونالد ترامب بالانتخابات القادمة فرصة سانحة لبنيامين نتنياهو لإنجاز أهدافه.
بدورها، تتناول مجلة نيوزويك الدور المحتمل لروسيا في التوسط لوقف الصراع بين إسرائيل وحزب الله. إذ تشير إلى أن علاقة موسكو مع طهران قد تسمح لها بالقيام بدور إيجابي في هذا السياق، في ظل ترحيب الجانب الإسرائيلي بمثل هذه الفكرة. يأتي هذا الطرح في ظل تزايد التساؤلات حول نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، خاصة مع تصاعد التوترات خلال السنة الماضية. إن العلاقة بين واشنطن وموسكو قد تلعب دوراً في شكل الحلول المقترحة للنزاع المتصاعد.
وفي هذا السياق، ترى صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن لبنان قد يواجه صعوبة في قبول الشروط المعروضة في مسودة اتفاق وقف إطلاق النار، وأشارت إلى أن إسرائيل تدرك تمامًا هذه الحقيقة. وتعتقد المديرة في معهد كارنيغي للشرق الأوسط أنه من الصعب على أي من الأحزاب السياسية اللبنانية، بما في ذلك تلك المعارِضة لحزب الله، الموافقة على أي تسوية تخل بالسيادة الوطنية، في الوقت الذي تمر فيه البلاد بظروف اقتصادية وسياسية حرجة.
أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية فتسليط الضوء على الصراعات المستمرة التي تخوضها إسرائيل، مضيفة أن هذه الحروب تفتقر لحلول سياسية، مما يعني أن النزاع قد يستمر لسنوات عديدة. تطرقت الصحيفة إلى الوضع القائم في غزة ولبنان، واعتبرت أن الظروف غير مهيأة لصفقة طويلة الأمد مع حماس أو حزب الله، محذرة من أن محاولة إسرائيل احتلال أجزاء من هذه المناطق ستمهد لسنوات من المقاومة والتمرد.
على جانب آخر، سلط موقع ميديا بارت الفرنسي الضوء على الوضع الإنساني المأساوي في غزة، مشيرًا إلى أن المنطقة تحتضن نسبة مرتفعة من ذوي الإعاقة الدائمة بعد عام من الحرب. وكشف الموقع عن معاناة المصابين الذين يتعرضون لحالات بتر، نتيجة تقاعس الخيارات العلاجية المتاحة لهم، مما يترك المرضى في دوامة من الأمراض والفقر بينما يعيش السكان في ظروف معيشية قاسية من جوع وعطش.
ختامًا، يبدو أن الأوضاع في الشرق الأوسط تسير نحو مزيد من التعقيد، مع استمرار إسرائيل في استراتيجياتها العسكرية وغياب أي حلول سياسية فاعلة. يتعين على القوى الدولية، خصوصًا الولايات المتحدة وروسيا، أن تلعب دورًا أكبر في محاولة خفض التصعيد وتجنب أزمة إنسانية أكبر، كما أن الفهم الدقيق للتوازنات الإقليمية قد يساعد في الوصول إلى تسويات تحمل الأمل للسكان الذين عانوا طويلاً من النزاعات.