سلطت العديد من الصحف والمواقع الإخبارية العالمية الضوء على الوضع الراهن في قطاع غزة حيث تواصل المقاومة الفلسطينية تقديم تكتيكاتٍ جديدة في تصديها للاحتلال الإسرائيلي. صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت عن محللين عسكريين وجنود إسرائيليين قولهم إن أسلوب الكر والفر الذي تتبعه حركة حماس يجعل من الصعب هزيمتها، حيث تمتلك حماس القدرة على إدخال الجيش الإسرائيلي في صراع طويل ومعقد يصعب تحقيق النصر فيه. ورغم نجاح إسرائيل في تدمير بعض الأجنحة العسكرية لحماس، إلا أنه يبدو أن الحركة لا تزال تحتفظ بقدرة عالية على القتال من خلال مخزونها من المقاتلين والذخائر.
في سياق متصل، تناولت التقارير الإسرائيلية الهجمات التي تستهدف قوات الأمم المتحدة في لبنان، حيث كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” عن تقرير سري يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ 12 عملية ضد القوات الأممية واعتدى على إحدى قواعد يونيفيل. بالإضافة إلى ذلك، أعلن التقرير عن إصابة 15 جنديًا من قوات حفظ السلام بالفوسفور الأبيض الذي استخدمته إسرائيل في تلك الهجمات، مما يعكس تفاقم الأوضاع في المنطقة ويضع التساؤلات حول مدى التوتر بين إسرائيل والأمم المتحدة.
إلى جانب العمليات العسكرية، تناولت صحيفة “لوموند” الفرنسية الهجمات التي شنها الجيش الإسرائيلي على المصالح المالية لحزب الله اللبناني، حيث استهدفت الغارات الإسرائيلية مجموعة من الأهداف المرتبطة بمؤسسة القرض الحسن. هذه المؤسسة تعتبر حيوية للعديد من المواطنين اللبنانيين، خاصة من الطائفة الشيعية، حيث تقدم لهم قروضًا صغيرة بدون فوائد، مما يزيد من أهمية هذه العمليات الإسرائيلية في سياق زعزعة استقرار حزب الله.
وفي الشأن الداخلي الإسرائيلي، قامت “وول ستريت جورنال” بتسليط الضوء على تأثير هذه التطورات العسكرية على السياسة الداخلية في البلاد. أشارت الصحيفة إلى أن المكاسب العسكرية قد تعزز من موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مواجهة التحديات السياسية، رغم أن الرأي العام يعكس انقسامًا داخليًا. وتعكس استطلاعات الرأي أن تحسن شعبية نتنياهو لا يعني بالضرورة أنه قد نجح في حل مشكلاته السياسية.
ومن جهة أخرى، تناولت صحيفة “هآرتس” مشروع قانون يتعلق بإعفاء الحريديم من التجنيد الإجباري، وأشارت إلى أن نتنياهو مستعد لدفع ثمن سياسي في سبيل الحفاظ على سلطته، لكن المحكمة العليا قضت بأن الحكومة لم تعد قادرة على تطبيق هذا الإعفاء مما يزيد من تعقيد الأوضاع الداخلية في إسرائيل. وهذا يعبر عن الأزمة السياسية التي تواجهها الحكومة والتي قد تؤثر على استقرارها في المستقبل القريب.
في الختام، يظل الوضع في كل من قطاع غزة ولبنان معقداً ومزدهراً بالأحداث، حيث تواصل المقاومة الفلسطينية تقديم أساليب جديدة في مواجهة الاحتلال، بينما تسعى إسرائيل لتفكيك المصالح المالية لحزب الله. كما أن الوضع الداخلي في إسرائيل يعكس انقسامًا وصراعات سياسية تتخللها التحديات العسكرية.