في Gaza، يستمر الصحفي مؤمن الشرافي في عمله رغم الظروف الصعبة التي تعيشها عائلته والمجتمع المحيط به، معبّرًا عن معاناتهم في الحصول على الأساسيات مثل الطعام والشراب والملابس. ومع اقتراب موسم المطر، يسعى الشرافي لتجديد خيمة أسرته التي تأثرت بشدة تحت أشعة الشمس الحارقة خلال عام كامل. ولكن أسواق غزة تعاني من نقص حاد في المواد اللازمة لترميم الخيام بسبب الحصار الإسرائيلي، مما يضاعف من معاناة النازحين.
وبمجرد اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، أصبح الصحفيون، مثل الشرافي، معرضين لمخاطر كبيرة، حيث قُتل 173 صحفيًا فلسطينيًا خلال الصراع. الشرافي تعرض للعديد من التهديدات، وقد فقد عدداً من أفراد أسرته في الهجمات الإسرائيلية، لكنه لم يتردد عن مواصلة عمله بالرغم من الأحزان والآلام التي مر بها. يؤكد أنه يعتبر عمله واجبًا يتطلب الالتزام والإصرار على كشف جرائم الاحتلال.
ولم تكن حالة الشرافي فريدة من نوعها، فقد شهدت غزة مقتل عدد من الصحفيين من بينهم 4 من طاقم الجزيرة، مما يبرز المخاطر التي يواجهها الإعلاميون في الساحة. سامر أبو دقة، وهو واحد من هؤلاء الصحفيين، استشهد بعد أن ظل مضرجًا في دمه لست ساعات دون أن يتمكن أي شخص من الوصول إليه للإسعاف. القصص المأساوية للصحفيين في غزة تبرز حجم التحديات التي يواجهونها أثناء تغطية الأخبار في أوقات الحرب.
وعلى الرغم من التهديدات المستمرة، مثلما واجهها الصحفي سامي برهوم الذي تعرض لعدة اعتداءات إسرائيلية، يصرّ الإعلاميون على مواصلة عملهم، مؤكدين أنهم يقومون بواجبهم الوطني. برهوم ينقل معاناة الصحفيين في تأمين احتياجات أسرهم بينما يعانون من نقص حاد في السلع الأساسية مثل الغذاء والملابس، مما يزيد من العبء النفسي عليهم.
في سياق متصل، الصحفي سامي شحادة، الذي فقد أحد أطرافه نتيجة القصف، يخرج للميدان متحديًا إعاقته، لأنه يشعر بالحب لفن التصوير ولإنسانية عمله. التحديات التي يواجهها، مثل القلق المستمر على أحبائه أثناء تصويره لمشاهد الدمار، تُظهر أهمية الأمم المتحدة لتوفير العون والدعم للصحفيين في ظروف الحرب.
من جهة أخرى، يواصل الصحفي محمود إكي عمله رغم إصابته، مؤكداً أنه لا يستطيع التوقف عن العمل لأن مهمتهم هي إظهار الحقيقة وفضح الجرائم. وهو يعاني أيضًا من فقدان معداته الصحفية نتيجة العدوان، مما يجعله يعتمد على أصدقائه الصحفيين في معداتهم. يشير تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين، إلى أنه ورغم كل المآسي، يظل الصحفيون مصممين على أداء رسالة إنسانية وأخلاقية، وهو ما يتطلب ضغوطًا إضافية في ظل الظروف الراهنة.